قال د.محمد البرادعي نائب الرئيس لصحيفة »واشنطن بوست« الامريكية انه لا يجب اقصاء او استبعاد الاخوان، بل يجب ان يظلوا في العملية السياسية ويشاركوا في اعادة كتابة الدستور، وان فكرة الخروج الآمن للبعض مطروحة. وأضاف انه يتمني اسقاط الاتهامات عن محمد مرسي اذا لم تكن جرائم خطيرة- حسب تعبيره- وانه يريد ان يري عفوا محتملا عن مرسي »في اطار صفقة كبيرة«! وتتمشي هذه التصريحات مع ما ذكره د.البرادعي في حديث تليفزيوني من انه يري ان 03 يونيو ليست ثورة، وانها استكمال لثورة 52 يناير المجيدة. غير ان هذه التصريحات تترك انطباعا بأن 03 يونيو لم تحدث أصلا، وانه لم تكن هناك ثورة أو حتي استكمال لثورة، بل اننا لم نتعرض لمحنة طويلة عرقلت كل مسارات التقدم. والحقيقة ان ثورة 03 يونيو العظمي غير مسبوقة في تاريخ البشرية وتكشف عن امكانات وطاقات ثورية هائلة لدي المصريين ولا ادري لمصلحة من نقلل من شأنها.. إلا اذا كنا نتعمد التغاضي عن هدفها الحقيقي والرئيسي وهو اسقاط حكم جماعة الاخوان واسقاط القناع عن وجهها الارهابي. وتجيء تصريحات د.البرادعي في نفس الوقت الذي يبحث فيه مسئولون امريكيون واوربيون مع مسئولين مصريين »أزمة جماعة الإخوان وايجاد حلول لدمجها في العملية السياسية الجديدة« ولهذا الغرض، قام »وليام بيرنز« نائب وزيرالخارجية الامريكي بزيارة القاهرة مرتين في أقل من شهر واحد، وكذلك المبعوثة الاوروبية. ثورة 03 يونيو حررت الارادة المصرية واصبح القرار المصري مستقلا، ولسنا ولاية امريكية، ولا نريد ان يشغل المسئولون في واشنطن انفسهم بالبحث عن مخرج لجماعة الاخوان. وكما قال وزير خارجيتنا نبيل فهمي، فإن القرار النهائي فيما يتعلق بالشأن الداخلي في أيدي الحكومة المصرية وحدها، وتتخذه وفقا لإرادة الشعب واعتبارات المصلحة العليا للبلاد وأمنها القومي وأمن مواطنيها ومواجهة أعمال التحريض والعنف والارهاب. وقضية التعامل مع الجماعات الارهابية تخص الشعب المصري. واحترام السلطة القضائية يقتضي الامتناع عن اصدار صكوك البراءة والعفو في قضايا تنتظر المحكمة أو طرح المسألة لأية مساومات. واذا كان هناك من تقلقهم إراقة الدماء.. لماذا لا يدينون الهجمات اليومية علي مواقع الجيش والشرطة في سيناء كل يوم وسقوط شهداء ومصابين هناك بايقاع منتظم علي أيدي حلفاء الاخوان؟ ولماذا لا تهتز المشاعر الرقيقة ازاء عمليات التعذيب التي تفضي الي الموت وتجري بواسطة الصعق بالكهرباء والطعن بالسكاكين والكي بالنار وخلع الأظافر في مواقع الاعتصام؟ ولماذا الصمت علي تحويل هذه المواقع الي اماكن لتخزين الاسلحة وترويع المواطنين؟ وماذا عن شهادة »موريس بون اميجو«، المستشار الاعلامي للحزب الجمهوري الامريكي التي يؤكد فيها ان الاخوان تلقوا تمويلا امريكيا من عهد جورج بوش من اجل دعمهم للوصول الي الحكم، وبعد ان تولوا السلطة تلقوا دعما امريكيا حيث ان ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما دعمتهم بسبب مصالحها معهم. التساؤل الذي طرحه الدكتور احمد كريمة، استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر، في موضوعه تماما، اذ يقول: »كيف يعقل ان يتم اخضاع إرادة تسعين مليونا علي يد نصف مليون لايمثلون إلا جماعة من التابعين للإخوان«؟ هل يدرك الجميع انه لامجال للخروج علي الارادة الشعبية، ولامجال لخريطة طريق جديدة تضعها لنا حكومات أجنبية بمعاونة الوسطاء وبالمخالفة للقرار الشعبي المصري الحاسم في ثورتي 03 يونيو و62 يوليو؟ لقد وضع الفريق اول عبدالفتاح السيسي جميع النقاط علي الحروف عندما اوضح لصحيفة واشنطن بوست ان الفكرة التي توحد جماعة الاخوان ليست الفكرة الوطنية أو القومية أو الشعور بالانتماء الي هذا البلد. إذن.. لماذا نتطلع الي صفقات لمصلحة جماعة مدعومة امريكيا -سياسيا وتمويلا- وتشن حربا شاملة ضد الشعب والجيش الوطني ولاتنتمي الي هذا البلد؟ ولماذا نطعن مطالب وأمنيات الملايين التي نزلت الي كل الساحات يومي 03 يونيو و62 يوليو؟ كلمة السر: الدفاع عن مكتسبات ثورة 03 يونيو