××............... قبل ساعات من المواجهة المصيرية للنادى الأهلى في نهائي البطولة الإفريقية أمام شقيقه الترجي التونسي لا يسعنا إلا ان ندعو الله أن يعود فرسان الكرة المصرية للقاهرة بأغلى الكئوس الإفريقية ومع كامل احترامنا للأشقاء التوانسة فإننا فى مصر فى أمس الحاجة لهذه الكأس لاعتبارات كثيرة وأسباب يعلمها القاصى والدانى وما لها من أهمية معنوية ونفسية فى نفوس الجماهير العاشقة لكرة القدم فى مصر لمحو الذكريات المريرة التى ما زالت عالقة فى القلوب والأذهان منذ فبراير الأسود على الكرة المصرية.. ويكفى الكرة التونسية ما هي فيه من تقدم ملموس على مستوى الاندية والمنتخبات الكروية بل فى معظم اللعبات الرياضية وآخرها افتتاح الدورى التونسي بالجماهير – رغم ضعف حضورها لأسباب أمنية- وهو ما يشجع المصريين على حذو نفس الخطوة مع اختلاف الظروف والعدد بين البلدين الشقيقين، كما أن الترجي هو صاحب اللقب الأخير وهذا ليس تقليلا من انجاز أبناء باب سويقة الرائع العام الماضى لكن هذا العام الاهلى هو الاحق باللقب منذ بداية منافساته فى الشامبيونزليج الإفريقي ويكفى تعرض بعثته للموت المحقق مرتين فى مالى ونيجيريا كما أن مباراة استاد مالى في القاهرة التى حقق فيها الأهلى اعجازا كرويا بتحويل تخلفه بهدف لثلاثية لأمير القلوب محمد أبوتريكة فى الشوط الثاني فى آخر 20 دقيقة.. أعود وأكرر أن هذا ليس تحيزا أبدا للفريق المصري لكنه الواقع وما حدث فى لقاءات دور ال 8 "دورى المجموعات" دليل على ذلك فالترجي تأهل بعد معركة مع شقيقه النجم وجماهيره تسببت فى إقصائه من البطولة كلها كما أن الحكم المغربي "بوشعيب" الذى للمصادفة هو من سيقود النهائي الحلم يوم 17 نوفمبر باستاد رادس ساهم بشكل كبير فى فوز الترجي غير المستحق على الشلف الجزائرى 3-2 بعد أن كان متأخرا ولو فاز الشلف لتغيرت حقائق كثيرة فى المجموعة الأولى التى احتل صدارتها الترجي.. على العموم كل الأمنيات الطيبة للنادى الأهلى في موقعة رادس ولن أعيد التحليلات الفنية التى حفظناها عن ظهر قلب عن خطة المباراة وطريقة تعامل البدرى معها ووصايا مانويل جوزيه للاعبيه السابقين وخارطة الطريق التى يتم رسمها أكثر من 10 مرات يوميا فى البرامج الرياضية .. فالجميع فى مصر وتونس الخضراء يعلمون كل شيء عن بعضما البعض يبقى فقط التوفيق وعلى رأي المثل الدارج "يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان" وإن شاء الله تعالى سيكرم الله فارس الكرة المصرية كما حدث فى رادس 2006 ومن حسن الطالع أن الأجواء متشابهة إلى حد كبير حتى إن التوانسة - وأنا أقول هذا وعلى مسئوليتى الشخصية – لا يرون النوم بأعينهم خوفا من المارد الأحمر ومفاجآته ورجولة لاعبيه فى الشدائد وهذا ما حدث فى برج العرب فى الذهاب لكن قدر الله وما شاء فعل.. وأخيرا نتمنى من كل قلوبنا أن تكون موقعة رادس تظاهرة حب بين أبطال الثورتين المجيدتين "اللوتس" و"الياسمين. ××............. القرار الحكيم الذى اتخذه حسن حمدى رئيس النادى الاهلى الذى يتعرض الآن لضغوط رهيبة بسبب القضية التى يتورط بها وهى الكسب غير المشروع، بعدم سفره مع الفريق إلى تونس فى نهائي إفريقيا يؤكد أن الرجل يريد أن يثبت للجميع أنه لن يتاجر بفريق الكرة فى قضيته وما يفعله الآن ومعه الخطيب من توفير "لبن العصفور" للفريق وجهازه الفنى حتى تكون الأجواء مهيأة للفوز بالبطولة التى أصبحت مطلبا شعبيا لمصر قاطبة يؤكد أيضا أن وزير الدفاع الأحمر لا يسعى للشو الإعلامى ولا للمنظرة كما يفعل غيره.. فكل التقدير للرجل وسواء تمت إدانته أم لا فى الكسب غير المشروع فهو كسب كل تقدير واحترام الرياضيين بما يفعله مع ناديه. ××............. ظاهرة غريبة لم أرها فى أى من البلدان الأوروبية ولا حتى اللاتينية وبلاد تركب الأفيال وغيرها.. لكننى ألمسها بشدة فى وطننا العربي الغالى ألا وهى "الشماتة الكروية" بين أقطاب الكرة فى وطنهم.. فليس هناك أدنى تفسير لما حدث مثلا فى لقاء الاهلى والترجي ببرج العرب بعد خروج جماهير بورسعيد تهتف للترجي وشعب تونس الذى أذاق المصريين الذل فى كرة القدم وطبعا نفس الأمر مع الإسماعيلاوية الذين فعلوا اكثر من ذلك فى 2008 بعد هزيمة الاهلى فى مونديال اليابان من باتشوكا المكسيكي 4-2 حيث رفع جمهور الدراويش أعلام الفريق المكسيكي الذى أجزم بأنهم لا يعرفون أى لاعب منهم ولا حتى لون التى شيرت الذى يرتديه لاعبوه ولا أبرأ جماهير الاهلى والزمالك فهم يتبادلون الشماتة الكروية باستمرار وعلى الملأ.. أقول هذا بسبب ما لفت انتباهى فى الخرطوم بعد مباراتى نصف نهائي الكونفيدرالية بعد خروج الغريمين الأزليين الهلال والمريخ فقد خرجت جماهير كلا الفريقين للشوارع وسهرت حتى الصباح احتفالا بخروجهما كل على حدة من بطلى مالى والكونغو.. وهذا ليس مدعاة لتبرئة الجماهير الأوروبية أو الأمريكية الجنوبية على وجه التحديد فنحن نرى التعصب قد يصل للصلاة من أجل فشل فريق فى تحقيق بطولة قارية أو محلية على سبيل المثال ما حدث من هارى ريدناب مع تشيلسي فى دورى الأبطال الأوروبي الأخير وكذلك جماهير ليفربول التى كانت تدعو ليل نهار بعدم لحاق مانشستر يونايتد برقم الليفر القياسي فى الدورى الإنجليزى.. كما أنه فى الأرجنتين نجد ريفير بلات وبوكا جونيورز والتعصب الشديد بينهما وكذلك فى أسكتلندا بين رينجرز وسلتيك وغيرهم الكثير، لكن لم تصل الأمور إلى حد الخروج للشوارع ابتهاجا بخروج فريق يمثل وطنه في بطولة قارية، فنرجو ألا نرى – لا قدر الله- فى حالة فشل الأهلى فى النهائي، جماهير الأقاليم التى تعرف بمعاداتها للاهلى تخرج فى مظاهرات فرح شماتة فى الأحمر وجماهيره، ولن نجعل الأزمة الحالية للكرة المصرية فرصة للرقى بأسلوب تشجيعنا الرياضى لأنها فى النهاية رياضة تدعو للسمو بالروح الرياضية والأخلاق العالية. ××............. على بركة الله تعود الحياة للكرة المصرية من جديد بعد قرابة ال 10 أشهر وذلك بانطلاق دورى القسم الثاني.. صحيح أن المتابعة والاهتمام الجماهيرى قليل مقارنة بالدورى الممتاز الذى يضم الأندية العريقة واللاعبين الموهوبين الذين يعشقهم الجمهور، لكنها ستكون فرصة رائعة لعودة النشاط الرياضى كاملا فى القريب العاجل بإذن الله تعالى.. ونتمنى ألا يحدث ما يعكر صفو المباريات وألا تكون هناك تربصات وخطط ممن يريدون الدمار والخراب لهذا الوطن المظلوم من أبنائه المغرر بهم لمصلحة قوى لا تريد خيرا لأبنائه.. وحسنا فعل العامرى فاروق وزير الرياضة برعايته وتبنيه عودة القسم الثاني ومتابعته الدءوبة لكل الاجتماعات الأخيرة الخاصة بهذا الأمر.. وعلى ذكر القسم الثاني كان هناك اقتراح من أحد الإعلاميين بأنه طالما ان الدورى الممتاز لن يعود – حسب قوله- فما المانع فى يلعب أبوتريكة مع الترسانة وبركات مع طنطا وجدو مع الأوليمبي وكل لاعبي الاهلى والزمالك ونجوم الاندية فى الدورى الممتاز مع أندية القسم الثاني حتى يكون هناك رواج للبطولة وتعود الجماهير للمدرجات لترى نجومها الكبار وذلك على سبيل الإعارة لموسم واحد وساعتها سيكون الجميع قد ثبت له بالدليل القاطع أن الكرة فى أمان.. لكن من جانبنا رغم أنه اقتراح قد يكون حلا للأزمة الحالية للكرة المصرية ورغم أن بعض لاعبي الزمالك يفاوضون أندية بالقسم الثاني للعب لها فى هذا الموسم هروبا من الازمات المالية الكبيرة فى النادى العريق، نسأل: من سيتحمل فاتورة اعارة النجوم الكبار للمظاليم؟ هلى الأندية الفقيرة بطبيعتها أم نزيد أزمة الأندية الكيرة ماليا وهى التى فى الأساس وعلى رأسها الأهلى تعاني أزمة كبيرة مالية.. فهل يتحمل الترسانة تكلفة السنة فى عقد تريكة أم ان طنطا سيدفع ملايين لبركان فى الموسم المعار به للنادى الغرباوي.. نرجو الرحمة بالأندية ويجب ألا نتشاءم بعدم عودة الكرة فمباراة الترجي أعطتنا الأمل من جديد لعودة الجماهير المحترمة للمدرجات. ××..............ولا أجد أفضل من هذه الأبيات الشعرية للشاعر الكبير الراحل ابراهيم ناجي في حب مصر الغالية لأنهي بها حديثي: سلاماً شباب النيل في كل موقفٍ على الدهر يجني المجدَ أو يجلبُ الفخرا شبابٌ اذا نامت عيونٌ فإننا بكرنا بكورَ الطيرِ نستقبل الفجرا تعالوا نقلْ للعصب أهلا فإننا شبابٌ ألفنا الصعبَ والمطلبَ الوعرا وحافظ إبراهيم: وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَهرِ كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي والسلام ختام........................................................................