خرج محمد صلاح غاضباً من أرضية الملعب الأولمبي؛ وذلك بعد أن قام المدرب سباليتي باستبداله قبل عشرين دقيقة من صافرة نهاية مباراة الجولة السابعة من الدوري الإيطالي بين روما وإنترميلانو، والتي انتهت بفوز الفريق العاصمي بهدفين لواحد. رد فعل اللاعب المصري صاحبته علامات امتعاض من مدرب روما أثناء المباراة، قبل أن يوجه له انتقادات مباشرة في المؤتمر الصحافي عقب المباراة. كان صلاح قد قدم واحدة من أفضل مبارياته منذ بداية الموسم؛ الجناح المصري الطائر ساهم بوضوح في الهدف الأول، الذي دونه البوسني دجيكو. صلاح فشل في تعزيز تقدم فريقه مرتين بعدما اخترق الجبهة اليسرى لدفاع الفريق الأسود والأزرق في مناسبتين واضعاً نفسه في مواجهة تامة مع الحارس البوسني هاندانوفيتش، الذي تصدى لواحدة، بينما تكفل القائم بمنع أخرى. لاعب منتخب مصر كان محظوظاً بهدف المدافع اليوناني مانولاس، الذي مكن روما من حصد نقاط المباراة، والارتقاء للمركز الثالث على سلم الترتيب، خلف المتصدر يوفينتوس بخمس نقاط. سباليتي، الذي أشاد بصلاح في الموسم الماضي واعتبره نموذجاً يُحتذى به، انتقد عقب المباراة أداء اللاعب، الذي بدى عليه الانفعال وعدم الرضى عند استبداله. المدرب الإيطالي قال إن صلاح لاعب يملك مواصفات مناسبة للدوري الإنجليزي، الذي يعتمد على السرعة، ولا يتقيد فيه المهاجمون بأداء مهام دفاعية معقدة، في إشارة إلى أن التغيير كان تكتيكياً بهدف غلق مزيد من المنافذ أمام فريق المدرب الهولندي دي بور. لوتشانو سباليتي مدرب روما صلاح أحرز مع روما في الموسم الحالي ثلاثة أهداف، وساهم في صناعة العديد من الفرص لزملاءه. هو بلا شك حجر أساس في فريق سباليتي، الذي تأثر كثيراً برحيل صانع الألعاب البوسني بيانيتش إلى اليوفي. صلاح، السريع جداً، ومعه الأرجنتيني بيروتي، الفني، يُعدان أهم أسلحة الفريق في الوقت الحالي بغض النظر عن القيمة الكبيرة للقائد فرانشيسكو توتي. الثنائي المصري الأرجنتيني يُكملان المنظومة الهجومية للفريق مع الهداف البوسني دجيكو، الذي يتحرك إلى قلب الملعب مُفسحاً لهما المجال للتقدم والتوغل من الأجنحة إلى عمق منطقة جزاء الخصم. وتلعب سرعة صلاح دوراً كبيراً في تنفيذ هذه الجملة التكتيكية بإتقان، رغم افتقادها لدقة تمرير بيانيتش، ولحسم صلاح نفسه، الذي يُفرط في الكثير من الفرص أمام المرمى. الثلاثي الهجومي الذي يمزج بين سرعة صلاح، وقوة دجيكو، ومهارة بيروتي سجل لروما حتى الآن 11 هدفاً منذ بداية الموسم، علماً بأن فريق العاصمة سجل 16 هدفاً في سبعة أسابيع وهو أقوى هجوم في الدوري إلى الآن من الناحية الرقمية. التركيبة الهجومية الثلاثية لروما بناءً على هذا لا يبدو أن سباليتي قادر في الوقت الحالي على الأقل على اتخاذ موقف أكبر من توبيخ صلاح، خصوصاً أن الشعراوي وإيتوربي البديلان المبدئيان له لا يملكان جودته وقدرته على التعاون، كما أنهما لا يُدافعان بصورة جيدة أيضاً، إذا ما أخذنا تصريحات المدرب على محمل الجد. سباليتي في الحقيقة عليه أن يلتفت لشيء آخر وهو معالجة المشاكل الدفاعية للفريق، الذي اهتزت شباكه تسع مرات حتى الآن.. هناك تسعة فرق في الدوري قبلت أهدافاً أقل من روما. الدفاع الهش لا يُعد الكابوس الوحيد الذي يُؤرق سباليتي.. هناك أيضاً خط الوسط، الذي يفتقر للاعب الفني القادر على قيادة الهجمات وإيصال الفريق لمناطق الخصوم بسهولة. بعد رحيل بيانيتش أصبح هذا الخط مكوناً من مجموعة من اللاعبين البدنيين المتشابهين.. الحديث هنا عن دي روسي، وناينجولان، وستروتمان.. ويبقى باريديس، الذي يملك المهارة، لكنه يحتاج إلى الكثير إلى الوقت كي يُبرهن على إمكانياته. نعود إلى صلاح، الذي عليه أن يعمل جاهداً على تطوير فعاليته أمام المرمى خصوصاً في المباريات الكبيرة، وأن يتسم بهدوء أكبر في مواجهة حراس المرمى، عندها ربما يُنهي الموسم مُتجاوزاً حاجز العشرين هدفاً. رقم إن حققه فبالتأكيد سينقل الفريق إلى منطقة أخرى تنافسياً. صلاح سيفتتح مع المنتخب المصري حملة تصفيات كأس العالم بمواجهة الكونغو برازافيل، قبل أن يعود إلى إيطاليا للاستعداد للمباراة الكبيرة على ملعب سان باولو ضد نابولي في ديربي الشمس ضمن الجولة الثامنة من الدوري.