وصف رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان عمليات الاغتيال التي شهدتها مدينة بنغازي ب الأعمال الإجرالمية التي ارتكبت لتعيق الثورة ومسارها في بناء الدولة. ونشر الفوضي في البلاد وإجهاض مشروعها الوطني في بناء دولة القانون والمؤسسات وحقوق الإنسان والعدل والحرية وقال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان أمس انه سيجري تعديلا علي حكومته بعد أن اقتحم محتجون مكاتب لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا ومقرا لحزب سياسي ليبرالي للتنديد باغتيال معارض بارز للإخوان. وأضاف زيدان في مؤتمر صحفي أنه بصدد إجراء تعديل وزاري وتقليص عدد الوزراء لضمان أداء أفضل لمواجهة الوضع الراهن العاجل ونزل المئات إلي الشوارع ليلا لإدانة اغتيال عبد السلام المسماري الناشط السياسي البارز في بنغازي الجمعة. وتحولت الاحتجاجات الي أعمال عنف. وطالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان القوي السياسية الليبية ومكوناتها العسكرية بالتحلي بالحكمة وضبط النفس ووقف التدهور والانزلاق إلي العنف رغبة في تجنب الكارثة المحدقة بالبلاد بعد أن تقوضت أوضاع حقوق الإنسان فيها وسيادة القانون علي نحو يتعذر إصلاحه بإجراءات تقليدية وفي غيبة التوافق. جاء ذلك في بيان للمنظمة أمس نعت فيه عضو المنظمة عبد السلام المسماري في ليبيا فرع المنظمة في ليبيا الذي اغتيل ظهر أمس, أثناء خروجه من المسجد عقب انتهاء الصلاة وهو ما أتي بعد يوم واحد من انتقاداته الموجهة لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا عبر شاشات التليفزيون الدولية, واتهامه لها وحلفائها بالمسئولية عن عدد من حوادث الاغتيال. وذكر البيان أن ليبيا شهدت في الساعات الأربع الأولي من صباح أمس ثلاثة حوادث اغتيال أخري راح ضحيتها ضباط من رتب كبيرة في الجيش النظامي الليبي, وهو مايشكل امتدادا لثلاثة حوادث اغتيال لكبار ضباط الجيش خلال الأربعة أيام السابقة. وأشار البيان إلي استفحال الأزمة السياسية في ليبيا بعد تمرير مشروع قانون العزل السياسي منذ العام1969 والذي أطاح بغالبية قادة العمل السياسي في ليبيا, وبصفة خاصة من قادة القوي السياسية المدنية, وأدي الي انهيار النظام السياسي الانتقالي بإضعاف المؤتمر الوطني( التأسيسي) واستقالة رئيسه ونائبه, وإسقاط عضوية13% من أعضائه وهو ما عصف بالتوازن السياسي الذي أفرزته الانتخابات في يوليو.2012 كما يأتي ذلك في وقت تتراجع فيه القدرات المحددة للحكومة وسط تحضيرات لإسقاطها لصالح اتجاهات سياسية محددة. وقد ذكرت هيئة الإذاعة البربطانية( بي بي سي) أن ثمة مخاوف في الأوسط السياسية الليبية من استهداف النشطاء السياسيين وذلك علي خلفية اغتيال الناشط السياسي عبد السلام المسماري واثنين آخرين كانا برفقته, حيث قتلوا جميعا أمس برصاص مسلحين أمام مسجد بوجولا في منطقة البركة بمدينة بنغازي الليبية. ورصدت بي. بي. سي في تقرير بثته أمس الوضع في مدينة بنغازي منذ بدء الثورة الليبية علي نظام الرئيس السابق معمر القذافي, قائلة: إن المدينة الثانية بعد العاصمة طرابلس كانت مسرحا لعدد من عمليات الاغتيال والأحداث الأمنية استهدف خلالها مسئولون أمنيون, بيد أن تلك هي المرة الأولي التي يتم فيها استهداف شخص مدني سياسي. وأشارت بي بي سي إلي قلق المراقبين الليبيين من أن تكون عملية اغتيال المسماري نقطة تحول خطيرة, لقمع النشطاء السياسيين والمدنيين, الأمر الذي يمثل عودة إلي القمع الذي كان يمارس بحقهم إبان فترة حكم القذافي. ونوهت إلي أن اغتيال المسماري كان بمثابة الصدمة لسكان بنغازي والذين خرجوا في تظاهرات غاضبة وأعمال عنف استهدفت مقرات حزبي تحالف القوي الوطنية( الليبرالي) وحزب العدالة والبناء( الجناح السياسي للإخوان المسلمين), واتهموا الإخوان بالوقوف وراء عملية اغتياله. وأضافت أنه عرف عن المسماري بأنه كان من أول منظمي التظاهرات المناهضة لحكم القذافي في عام2011 فضلا عن انتقاده الدائم والصريح للميلشيات والإخوان المسلمين, منوهة إلي اعتداء وقع عليه في مايو الماضي من قبل مجهولين علي خلفية تصريحات انتقد خلالها المجموعات المسلحة التي تحاصر الوزارات الليبية. ومن جهة أخري, أفاد مسئول أمني ل فرانس برس أن أكثر من ألف سجين غالبيتهم من سجناء الحق العام فروا السبت من سجن في بنغازي شرق ليبيا إثر حركة تمرد. وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه حدثت حركة تمرد داخل سجن الكويفية وهجوم من الخارج, ف هرب أكثر من ألف سجين. وأضاف أن القوات الخاصة التي تم استدعاؤها كقوة دعم تلقت الأمر بعدم إطلاق النار علي السجناء. رابط دائم :