رغم أنني وصلت إلي حالة تجعلني لا أصدق أي تصرف منطقي أو غير منطقي من' الإخوان' إلا أنني لم أكن أتصور أن تصل قيادات' الجماعة' إلي تلك الحالة من التحريض المكذوب المكشوف. الذي لا وقود له إلا المزيد من الدماء بعد أن ضحوا في معركتهم من أجل السلطة بالشباب المضحوك عليه بالسمع والطاعة والتاريخ الطويل من المؤامرات وعشق العمل السري. لا أريد من كلامي السابق أي تبرير للقتل وإسالة الدماء سواء من إرهابيين مأجورين أو من الشباب الذي ثار علي الدكتور محمد مرسي وجماعته ولا شباب الإخوان أو غيرهم فالقتل لا يبرر ولكن المحرض علي أن تكون تلك الدماء وقودا وفتنة وفتحا لأبواب جهنم أشد خطرا من القاتل مهما كانت مبررات الإعتداء. وإذا كانت القوات المسلحة والشرطة والرئاسة المؤقتة والأزهر الشريف وكل من يردد مقولة' دم المصري علي المصري حرام' يريدون خيرا لمصر والمصريين فلابد أن يتحول ذلك الموقف إلي مواجهة حقيقية ضد المحرضين علي الإعتداء علي المؤسسات والمنشآت العسكرية والحيوية وعدم تهديد الآمنين وترويع المدافعين عن الإرادة الشعبية وحقهم في التحول الديمقراطي. فلا يعقل أن نتابع بكاء الأمهات الثكلي وانكسار الآباء ويتم الأطفال والصورة السوداء الحزينة لمجتمع اتفقت إرادته علي الخلاص من أناس كانوا يقودون الدفة إلي الهلاك وينعشون أجواء الفتنة ويعلون صوت الإنقسام والتقسيم ويقدمون التنازلات بمقابل يعرفونه أو دون مقابل, دون أن تتجه يد العدالة نحو أناس يرون أن كل شئ يخالف ما يريدون دونه الرقاب, ويستخدمون في خطبهم كلمات سرية هي بمثابة رصاص حي علي قلب الوطن, أو من يحضرون نجل الرئيس المعزول ليصرخ في المتظاهرين بالقتال, أو من يجعل قتال المصري جهادا, أو من يلوي عنق الآيات الكريمة ليجعلها في خدمة القتل وسفك الدماء, أو من يقول للشباب: إذهبوا إلي الحرس الجمهوري ووزارة الدفاع لتحرير الدكتور مرسي من محبسه. كل تلك المواقف لا ينبغي أن تمر علي العدالة مرور الكرام, فقد خسر بها الإخوان كثيرا وضاعت دعوتهم وسياستهم ليتحولوا إلي جماعة للتحريض والقتال علي معارك كلما بدأت ذهبت القيادات ومعهم أبناؤهم والأقربون منهم لنكتشف أن الضحايا من الشباب الثائر لإرادته أو من خضعوا لتأثيرات أفيونية من سحر فتاوي الضلال وتسخين أناشيد الجهاد, وحرارة التخويف من السجون والاعتقالات الوهمية. وإذا كنا نتطلع إلي دولة مصرية ديمقراطية لا تعرف الإقصاء فإن الإنسان العاقل حتما سيجد نفسه غير قادر علي الانتصار لقيادات تدفع الشباب الغاضب للقتل والتدمير والحرق وإلقاء المولوتوف حتي إذا تصدي لهم أحد زعموا أن الضحايا قتلوا وهم راكعين, وهو قمة التحريض التي تتساوي مع القتل والتدمير والتخريب, وبالتالي فلا بديل عن محاكمة المحرضين لأنهم قتلة دون سلاح. [email protected] رابط دائم :