ما حدث بالفيوم مساء أمس الأول من اشتباكات بين الأهالي وشباب الإخوان يستحق التوقف ويحمل بين طياته أكثر من دلالة ويترجم كثيرا من ملامح المشهد السياسي في مصر. ويؤكد أن الاختلاف الحقيقي في الشارع بين الشعب والجماعة وليس بين الشرعية وغير الشرعية كما يصوره الإخوان زورا وبهتانا؟ وعلمت ممن تابعوا الاشتباكات أن شباب الإخوان كانوا ينظمون مسيرة استعراضية علي طريقة السرايا, ولكل سرية قائد ممسكا بجهاز لاسلكي في يده لتوجيه القوات ويهتفون في مشهدهم العسكري للرئيس مرسي- ورغم رفضي لهذا الشكل القتالي إلا أنني لا أرفض عليهم تأييد الرئيس ومساندته_ وبمجرد مرورهم علي تجمع لشباب تمرد بميدان السواقي تحولت هتافاتهم إلي سباب وشتائم- وهذا عرفهم الذي نرفضه- وواصلوا السير القتالي ليتوقفوا أمام عدد آخر من شباب تمرد أمام مقر جمعية الشبان المسلمين وتبدلت الهتافات بتمزيق استمارات تمرد ومصادرة كاميرا كانت بحوزة عدد من الشباب الرافض لسياسات الرئيس وإخوانه وطعنوا شابا آخر بمطواة وحطموا كراسي وترابيزات شباب تمرد مع التهديد والوعيد. وتواصلت المسيرة القتالية للميليشيات حتي ميدان الحواتم ومعها تواصلت اعتداءاتهم علي شباب من تمرد ومحتجين آخرين تواجدوا بالميدان, وهنا كانت الكلمة للأهالي الذين رفضوا تصرفات الجماعة وغطرستها فتدخلوا للدفاع عن المعتدي عليهم وأنقذوهم من أيدي المسيرات القتالية ولقنوا السرايا درسا قاسيا عبروا خلاله عن مساندة الشعب لشبابه المسالم الذي كان يجمع الاستمارات ويحث المواطنين علي التوقيع عليها دون عنف ولا قتال. وليت هذا الأمر- المرفوض من جانبي تماما- توقف عند هذا الحد ولكن مع سقوط مصابين أكد الإخوان عقيدتهم بعد نزيف الدم في ميدان الحواتم بلغة طائفية قاموا خلالها بنقل مصابيهم إلي مستشفي تسمي' مكة' مملوكة لقيادي إخواني وتركوا شباب تمرد وباقي المواطنين ينزفون حتي تم نقلهم للمستشفي العام التي تكاسلت في علاجهم مما اضطر عددا منهم للتوجه إلي مستشفيات خاصة أخري. بعد عودة الهدوء لشوارع مدينة الفيوم وقف الإخوان ينعون حظهم ويتباكون خداعا علي' التأديب الشعبي' لهم وقال ممثلوهم: إن شباب تمرد لم يعتدوا علينا ولكنهم عجزوا عن القول بإن الأهالي هم من تصدوا لحركاتهم وتحركاتهم واستعراضاتهم المستفزة واعتداءاتهم الآثمة وأخذوا يهزون بأن أتباع النظام السابق هم من افتعلوا الاشتباكات لإقحام اسم' تمرد' في الاشتباكات لوضع غطاء سياسي لما يخططون له من عنف! وأري أن تكرار تلك المشاهد في البحيرة والغربية والاسكندرية والفيوم وغيرها في الأيام الماضية يؤكد للجماعة أن الخلاف والاختلاف مع الإخوان لم يعد قاصرا علي الثوار وشباب تمرد أو جبهة الإنقاذ أو الفلول وإنما تحول إلي صراع بين الجماعة والشعب خاصة بعد تصريحات متعهدي فتاوي التكفير وإعلان الجهاد علي المعارضين, وأثق أن كلمة الشعب ستكون هي الحاسمة والباقية سواء في الصناديق أو في' جلسات التأديب'. [email protected] رابط دائم :