كنا قد تحدثنا في المقال السابق عن الغلاف الجوي وأهمية الهواء والغازات التي يتكون منها وأهميتها للحفاظ علي الحياة علي سطح الأرض والتي تشمل الاكسجين اللازم للتنفس و الإحتراق والنتروجين اللازم لغذاء النبات من خلال تحويله إلي سماد في وجود أنواع معينة من البكتيريا في التربة ويدخل ثاني أكسيد الكبربون في عملية البناء الضوئي ويعمل علي حفظ التوازن بينه وبين الأكسجين كما أنه يساعد وبخار الماء علي بقاء الأرض دافئة نتيجة حرارة الشمس ومنع تسربها الي الفضاء الخارجي. وتنبع أهمية الهواء من سماكته الذي يساعد علي احتراق الشهب والنيازك القادمة ماعدا الكبير منها الي الأرض والتي تستطيع اختراقه فتسبب أضرارا طفيفة لاتؤثر علي وجود واستمرار الحياة علي سطح الارض وإذا كانت طبقة الغلاف الجوي التي تحيط بالأرض والتي يبلغ سمكها خمسة وستين الف كيلو متر كما يقول علماء الفلك بمثابة سقف للكرة الأرضية يحميها من كل الأضرار التي تعترض بقاء الحياة عليها كما قال الله سبحانه وتعالي. ( وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون) الأنبياء32 مما يعني أن خلق الغلاف الجوي بهذا الشكل المعجز والمبهر يحمي حياتنا الدنيا ويحفظها من كل الأخطار التي تتعرض لها ليل نهار دليل علي قدرة وعظمة الخالق سبحانه وتعالي في خلقه والذي لاتخطئه عين المتدبر في قدرة هذا الخلق علي الاستمرار والبقاء بشكل مقدر ومقنن. وفي سورة الطور إشارة الي الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض فشبهه أيضا بالسقف المرفوع المتماسك الذي لايوجد فيه خلل ولاتشققات ولافواصل إنما هو طبقة واحدة متماسكة تتكون من مستويات متداخلة مع بعضها البعض لايمكن أن تفصل طبقة عن الأخري وإنما يميزها وتتميز بوجود مستويات مختلفة من الهواء والذي ينعدم بشكل كامل وتام في الطبقة العليا من الغلاف الجوي عند إتصالها بالفضاء الكوني وصدق الله عندما يتحدث عن عظم خلق هذا الغلاف الجوي قال تعالي: ( والسقف المرفوع)الطوره وعند النظر الي حديث علماء الفلك عن طبقات الغلاف الجوي من حيث المكان والوظيفة فالطبقة الاولي هي طبقة الحياة وتسمي التروبوسفير تجد أنهم قسموها الي سبعة مستويات وتحتوي علي معظم بخار الماء والأكسجين وثاني أكسيد الكربون وتتركز فيها أنشطة الإنسان وهي الملاصقة لسطح الأرض أما الطبقة الثانية فسميت بالتربوبوز وهي منطقة في الغلاف الجوي تشكل الحد الفاصل بين طبقة التروبوسفير والستراتوسفير, وهي النقطة الفاصلة التي يتوقف فيها تبرد الهواء مع الارتفاع, ويصبح الهواء جافا والطبقة الثالثة هي الستراتوسفير وهي طبقة كبريتية مستقرة ولذا تستخدمها الطائرات في الطيران وهي فوق التروبوسفير وفيها يلقح السحاب وتسهل عملية الأمطار, ولولاها ماهطلت الأمطار ولما كانت الحياة علي سطح الأرض وتعرف بطبقة الأوزون وهو غلاف من الأكسجين الثلاثي الذي يمتص الأشعة فوق البنفسجية القاتلة القادمة من الشمس والطبقة الرابعة فهي الميزوسفير وهي تقع وراء الأطراف العليا لطبقة الستراتوسفير ويتم فيها تدمير الشهب والنيازك التي تتساقط علي الأرض ولولا هذه الطبقة لكانت الأحجار الكونية والنيازك الساقطة علي الأرض قد دمرت كل شيء والطبقة الخامسة هي ثيرموسفير وفيها تحدث ظاهرة الشفق القطبي وهي مكان المكوك الفضائي والرحلات الفضائية التي تدور حول الأرض وتثبت درجة حرارتها عند93 درجة مئوية تحت الصفر لعدة كيلومترات في أسفلها ثم تتزايد تدريجيا مع الارتفاع أما الطبقة السادسة إيونوسفير فهي تتداخل مع الثيرموسفير وتتميز هذه الطبقة بخفة غازاتها ويسود فيها غاز الهيدروجين والهيليو والطبقة السابعة وتتميز بتأثيرها الفعال علي انعكاس الموجات اللاسلكية القصيرة أكزوسفير وهي طبقة انعدام الهواء وتشكل الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي وتمتد طبقة أكزوسفير إلي ارتفاع يناهز64400 كم وهذا معناه أن كل هذه المستويات متعقلة بالغلاف الجوي الذي يحيط حول الكرة الأرضية الموجودة في السماء الدنيا وليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالسموات السبع الموجودة فوق السماء الدنيا