كنا قد تحدثنا في المقال السابق عن الغلاف الجوي وأهمية الهواء والغازات التي منها الأكسجين وأهميتها للحفاظ علي الحياة علي سطح الأرض والتي تشمل اللازم للتنفس والإحتراق والنتروجين اللازم لغذاء النبات من خلال تحويله إلي سماد أنواع معينة من البكتيريا في التربة ويدخل ثاني أكسيد الكربون في عملية وجود ويعمل علي حفظ التوازن بينه وبين الأكسجين كما أنه يساعد وبخار البناء الضوئي الماء علي بقاء الأرض دافئة نتيجة حرارة الشمس ومنع تسربها إلي الفضاء والنيازك الخارجي. وتنبع أهمية الهواء من سماكته الذي يساعد علي احتراق الشهب القادمة إلي الأرض ماعدا الكبير منها والتي تستطيع اختراقه فتسبب أضرارا طفيفة لا شفافية الهواء يسمح كما أن. تؤثر علي وجود واستمرار الحياة علي سطح الأرض ضوء الشمس إلي الأرض في تسع دقائق ويشتته فيحدث النهار والشفق بوصول الهواء تجعله يتأثر بالضغط والحرارة فيتحرك وينتقل عبره الصوت كما أن ميوعة البحر فتتحمل ببخار الماء الذي مكونا رياح وأعاصير وعواصف مثيرة لأمواج الحراري. يكون سحبا تسقط أمطارا فتسبب التوازن وإذا كان طبقة الغلاف الجوي التي تحيط بالأرض والتي يبلغ سمكها خمسة وستين الف كيلو متر كما يقول علماء الفلك بمثابة سقف للكرة الأرضية يحميها من كل وجعلنا(:الأضرار التي تعترض بقاء الحياة عليها كما قال الله سبحانه وتعالي السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون) الأنبياء32 مما يعني أن خلق الغلاف الجوي بهذا الشكل المعجز والمبهر يحمي حياتنا الدنيا ويحفظها من كل الأخطار التي تتعرض لها ليل نهار دليلا علي قدرة وعظمة الخالق سبحانه وتعالي في خلقه والذي لاتخطئه عين المتدبر في قدرة هذا الخلق علي الاستمرار والبقاء بشكل مقدر ومقنن. إنها قدرة الله التي تمنح الإنسان وتهبه الحياة حتي يتمكن من إدراك حقيقة وجوده ويتدبر أصله في الحياة فلو فكر قليلا في هذه الحماية الدائمة للكرة الأرضية من خلال الغلاف الجوي المحكم لاستنتج بشكل تلقائي الحكمة من وجوده ولاعتبر وأمتثل لخالقه ولأقبل عليه طائعا غير مدبر ولامعرض فكان ذلك خير له ولدنياه ولأخرته ولكنه الإنسان الذي دائما يعرض عن رحمة ربه إلا قليل ممن يدركون عظمة الخالق المنان. وفي سورة الطور إشارة إلي الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض فشبهه أيضا بالسقف المرفوع المتماسك الذي لايوجد فيه خلل ولاتشققات ولا فواصل إنما هو طبقة واحدة متماسكة تتكون من مستويات متداخلة مع بعضها البعض لايمكن أن تفصل طبقة عن الأخري وإنما يميزها وتتميز بوجود مستويات مختلفة من الهواء والذي ينعدم بشكل كامل وتام في الطبقة العليا من الغلاف الجوي عند اتصالها بالفضاء الكوني وصدق الله عندما يتحدث عن عظم خلق هذا الغلاف الجوي قال الطور5)تعالي:( والسقف المرفوع وعند النظر إلي حديث علماء الفلك عن طبقات الغلاف الجوي من حيث المكان فالطبقة الأولي هي طبقة الحياة والوظيفة تجد أنهم قسموها الي سبعة مستويات وتسمي التروبوسفير وتحتوي علي معظم بخار الماء والأوكسجين وثاني أكسيد الكربون وتتركز فيها أنشطة الإنسان وهي الملاصقة لسطح الأرض أما الطبقة الثانية فسميت بالتربوبوز وهي منطقة في الغلاف الجوي تشكل الحد الفاصل بين طبقة التروبوسفير والستراتوسفير, وهي النقطة الفاصلة التي يتوقف فيها تبرد الهواء مع الارتفاع, ويصبح الهواء جافا ويتغير فيها معدل المرور من الموجب في التربوسفير إلي السالب في الستراتوسفير. والطبقة الثالثة هي الستراتوسفير وهي طبقة كبريتية مستقرة ولذا تستخدمها الطائرات في الطيران خلالها, وهي فوق التروبوسفير وفيها يلقح السحاب وتسهل عملية الأمطار, والطبقة الرابعة فهي الميزوسفير وهي تقع وراء الأطراف العليا لطبقة الستراتوسفير ويتم فيها تدمير الشهب والنيازك التي تتساقط علي الأرض ولولا هذه الطبقة لكانت الأحجار الكونية والنيازك الساقطة علي الأرض قد دمرت كل شيء والطبقة الخامسة هي ثير موسفير وفيها تحدث ظاهرة الشفق القطبي وهي مكان المكوك الفضائي والرحلات الفضائية التي تدور حول الأرض وتثبت درجة حرارتها عند93 درجة مئوية تحت الصفر لعدة كيلومترات في أسفلها ثم تتزايد تدريجيا مع الارتفاع إلي أن تصل الي نحو700 درجة مئوية عند ارتفاع300 كم وقد تصل إلي1700 درجة مئوية عندما تكون الشمس نشيطة وتظل درجة الحرارة علي وضعها حتي نهايتها أما الطبقة السادسة إيونوسفير فهي تتداخل مع الثيرموسفير, وتتميز هذه الطبقة بخفة غازاتها ويسود فيها غاز الهيدروجين والهيليو وتتميز بتأثيرها الفعال علي انعكاس والطبقة السابعة إكزوسفير وهي طبقة انعدام الهواء الموجات اللآسلكية القصيرة وتشكل الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي وتمتد طبقة إكزوسفير إلي ارتفاع يناهز64400 كم وهذا معناه أن كل هذه المستويات متعلقة بالغلاف الجوي الذي يحيط حول الكرة الأرضية الموجودة في السماء الدنيا وليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالسموات السبع الموجودة فوق السماء الدنيا والتي لانعلم عنها شيئا إلا بقدر ما حدثنا الله عنها في القرآن الكريم ورسوله في سنته المطهرة.