معارضة بضاعتها الشتائم هي معارضة مفلسة بالتأكيد...معارضة كل همها إسقاط رئيس منتخب هي معارضة لا تؤتمن علي مستقبل, ولا يمكن أن تسهم في الحاضر بشيء لأنه ليس لديها ما تقدمه للوطن...معارضة تعطل مسيرة البناء تابعت أول أمس ما سمي بمظاهرات العودة للميدان فلم أجد في هتافاتها ولافتاتها سوي قاموس ضخم من الشتائم للرئيس والإخوان المسلمين ولكل الأحزاب والقوي الجادة في تحقيق أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير, والتي تقدم برامج وبدائل واضحة للخروج مما نحن فيه من تأخر اقتصادي وتأزم سياسي. ولو راجعنا التاريخ القريب والبعيد سنجد أن كل هؤلاء الشتامين, إما كانوا في حلف مصالح مع النظام السابق ويمثلون دور المعارضة الكرتونية, وإما كانوا جزءا من النظام ويقدمون الآن أنفسهم علي أنهم ثوار و معارضون,ولا يحاولون غسل أيديهم من عار انتمائهم لذلك النظام الفاسد البائد. لو أن محمد مرسي ديكتاتور كما يدعون, لفتح ملفات هؤلاء الناعقين وما أبقي واحدا منهم خارج السجون, ولو أنه فاشي كما يرددون لمسح من علي وجه الأرض كل من يعارضه في الرأي ويكيل له الشتائم دون حياء وبشكل يفوق كل الحدود, ولو أنه قاتل كما يروجون لكان قتل من يجب أن يقام عليهم حد الحرابة من السراق والقتلة وقاطعي الطرق ومعطلي مصالح الناس, ولو أنه يعمل بأمر مرشد الإخوان كما يفترون لانتهز فرصة وجوده في الرئاسة بشرعية حقيقية وانتقم ممن سجنوا الإخوان وعذبوهم وصادروا ممتلكاتهم عبر عقود ماضية. معظم من يتمسحون بالثورة الآن ويحاولون الانقلاب علي الشرعية, سواء من الأحزاب والقوي التي تدعي الليبرالية والمدنية أو من فلول ومرتزقة النظام السابق, يرتكبون خيانة واضحة للثورة والوطن, وكثير منهم له تاريخ أسود وسجل محفوظ من المخالفات والسقطات الأخلاقية, ولو أن الرئيس والإخوان كان من مستهدفاتهم تصفية الحسابات لفضحوا هؤلاء علي رؤوس الأشهاد. لا أحد منهم يستحي من اختراق جهاز أمن الدولة سيئ السمعة لحزبه أو جماعته قبل الثورة ويعقد معه ومع تابعيه صفقات مشبوهة لضرب المعارضة من الإخوان وغيرهم آنذاك, لا أحد منهم يحاول أن يمحو آثام مساندته للنظام البائد وقبض ثمن ذلك في صورة مكافآت وإقطاعيات ورحلات خارجية وامتيازات هنا وهناك, لا أحد منهم يفهم أنه مهما ادعي الشرف فإن تاريخه غير المشرف سيكذبه. لا أحد من مرتزقة الحزب الوطني المنحل وذيوله يتحسس بطحة رأسه أو يخجل من نفسه بعد أن كان شريكا في جريمة تحويل الوطن إلي خرابة كبيرة, جراء دفاعه عن سياسات ذلك الحزب أو المشاركة في صناعتها, وبعضهم يتباكي الآن علي أيام المخلوع ويلبس في الوقت ذاته مسوح الثوار, في حالة من التناقض عجيبة وغير مسبوقة! قبل مظاهرات الجمعة جربوا المظاهرات والاعتصامات وأعمال التخريب والقتل المبرمج وفشلوا, خسروا كل معاركهم السياسية, خاصة عند الاحتكام إلي صناديق الاقتراع, ارتكبوا كل الموبقات والفظائع الأمنية ولم يستجب لهم الشعب أو تنطلي عليه حيلهم الخبيثة.. وبدلا من أن يقدموا برامج تنموية لصالح البلد ويعارضوا معارضة حقيقية بناءة, انشغلوا بشتم الرئيس والإخوان. هؤلاء الشتامون لن يفلحوا في مسعاهم ولن يحققوا مرادهم, الذي هو أبعد من مجرد التباكي علي حظهم من مقاعد الحكم أو إزاحة الرئيس وجماعته والحزب الذي كان ينتمي إليه, لأن معركتهم معركة وجود ومايدبرونه وينادون به مجرد حلقة واضحة في صراع بين باطل لجلج وحق ساطع أبلج, وكل ما يخترعونه الآن من مناكفات وما يرتكبونه من موبقات سيكون وبالا عليهم وحسرة, وسنري قريبا أمام الصناديق كيف يميز الشعب المصري بين الغث والسمين, وكيف يختار من يتصالح مع فطرته النقية وضميره الحي ومن يصادمها. [email protected]