لا أري مبررا مقنعا ولا سببا واضحا, للغضب الحمساوي الغزاوي من قيام الجيش المصري المسئول عن أمن البلاد وحماية حدودها بإغلاق الأنفاق التي تم حفرها علي الحدود مع غزة, بعد وأضع تحت كلمة بعد مليون خط تحولت هذه الأنفاق إلي مصدر خطر يهدد مصر لأنها أصبحت وسيلة لتهريب السلاح للجماعات الإرهابية في سيناء, وتحولت إلي قنوات غير مشروعة لتهريب السلع من مصر إلي غزة وهذا يعني أن أمن سيناء بل مصر كلها في خطر جسيم, ومواجهة هذا الخطر فوق كل اعتبار, لأنه من أمور السيادة, ويخطئ الأخوة في حماس لو اختزلوا الدور المصري في فتح أو غلق هذه الأنفاق, لأن الدور التاريخي لمصر تجاه القضية الفلسطينية لا يقبل المزايدة, ولا المساومة, وإذا كان البعض نسي أو تناسي ما تقوم وقامت به مصر من أجل القضية الفلسطينية بالدم والمال فإن التاريخ لا ينسي. وواهم من يعتقد من قادة حماس أنه يمكنه أن يتخذ من واقعة إغلاق الأنفاق ذريعة, للإساءة لجيش مصر العظيم, الذي كان وسيظل درعا قويا للأمة العربية, والقضية الفلسطينية, وقد صدمت من تصريحات بعض قادة حماس الذين اعتبروا ما يقوم به الجيش المصري علي الحدود حصارا للشعب الفلسطيني في غزة متجاهلين المخاطر التي تنال من الأمن القومي المصري بسبب هذه الأنفاق, التي تحولت إلي بيزنيس لكثير من الفلسطينيين, الذين اتخذوا منها مجالا للتربح وحققوا من ورائها أموالا طائلة, سواء أصحاب الأنفاق الذين يتقاسمون مع المهربين الأموال نظير عبورهم للأنفاق, أو الذين يقومون بجمع السلع والمنتجات المصرية المدعمة من دافعي الضرائب وتهريبها عبر الأنفاق, بينما هناك قانون دولي يجبر إسرائيل باعتبارها دولة الاحتلال علي إدخال كل السلع للقطاع, بل إن هناك7 معابر أخري حدودية يمكن استغلالها في إمداد الأخوة الفلسطينيين باحتياجاتهم بطرق مشروعة. إن استمرار الوضع الراهن علي الحدود مع غزة يعني ببساطة فصل سيناء عن مصر, وتحويلها إلي وكر للإرهابيين والمهربين, ولا يمكن لدولة محترمة ذات سيادة أن تقبل طواعية, وعلي مرأي ومسمع من العالم كله أن يحدث ذلك علي أرضها, حتي ولو اعتبر البعض ما يقوم به الجيش المصري علي الحدود حصارا للشعب الفلسطيني في غزة!!.