هل جاء اغتيال المعارض البارز شكري بلعيد ليشعل فتيل الثورة المضادة؟ سؤال طرحته صحيفة الجارديان البريطانية مشيرة إلي ان تلك الجريمة تهدف إلي إحداث وقيعة بين الحكومة الاسلامية والمعارضة العلمانية قائلة انه من الوقاحة والغباء ان تركز وسائل الاعلام العالمية علي اتهامات المعارضة العلمانية للاسلاميين بانهم سيعرقلون خطي البلاد نحو الديمقراطية الحقيقية. وجاء اغتيال بلعيد ليجر البلاد الي سيناريو الفوضي والمجهول ولاظهار ان الحكومة الاسلامية هي التي فعلت ذلك لمجرد معارضته لهم وهو ما يمهد لثورة مضادة تبدد احلام التونسيين في الوصول الي الديمقراطية الحقيقية يستغلها البعض للزج بالبلاد الي نفق مظلم. ويأتي حادث الاغتيال في وقت خطير بالنسبة لتونس التي تعاني أزمة اقتصادية طاحنة تطال جميع مؤسساتها التي باتت لا تستطيع ان تدفع رواتب موظفيها كما جاء تلويح الجبالي بتقديم استقالته في حال فشله في تشكيل حكومة جديدة خلال ايام ليؤكد انه الرجل المناسب في المنصب المناسب لانه بذلك يعترف بتحمله مسئولية ما آلت إليه الأوضاع في تونس لكن هذا لا يمنع من ان استقالته في ظل هذه الظروف تثير المخاوف من ان تتحول الازمة الي مأساة حقيقية تغرق البلاد في فوضي. وقد اتفقت كل الاحزاب علي ضرورة تشكيل حكومة جديدة تلبي احتياجات الشعب وتتصدي لأي أعمال عنف تهدف لإجهاض ثورة الياسمين التي راح ضحيتها عشرات من الشباب التونسي لكنهم لايزالون مختلفين حول الطريقة التي ستتشكل بها اذ يرفض النهضة الاسلامي الذي يمثل الاغلبية في الحكومة يرفض ازاحته لتشكيل حكومة تكنوقراط لان ذلك يجهض حقوقه ومشروعيته التي منحتها له الانتخابات. وعلي الاحزاب ايجاد ارضية مشتركة تتمكن من خلالها الوصول بهذا البلد الي بر الامان وهو ما يتوقف علي قدرة قادتها الحاليين علي احداث حالة توافق في الشارع التونسي. رابط دائم :