سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. بعد عامين من ثورة الياسمين.. تونس الخضراء ترجع إلى لحظة احتراق بوعزيزى.. إضراب عام واضطراب فى حركة النقل والملاحة الجوية.. والمشاركون فى جنازة المناضل "بلعيد" يهتفون "الشعب يريد إسقاط النظام"
بعد عامين من ثورة الياسمين التى انطلقت فى تونس ضد استبداد الديكتاتور زين العابدين بن على، يبدو أن العجلة تدور إلى الوراء وتعود إلى نقطة الصفر إلى لحظة إحراق محمد بوعزيزى نفسه ليكون شرارة اشتعال الثورة، وهاهو اغتيال المعارض البارز شكرى بلعيد الذى قتل يوم الأربعاء الماضى. فى ظل ظروف احتقان سياسية يشعل الشارع من جديد ويبشرنا بثورة ثانية ضد الاستبداد الدينى وتسلط حركة النهضة. واليوم الجمعة ومع بدء تشييع جنازة بلعيد، تباطأت حركة النقل فى العاصمة التونسية بعد دعوة النقابات، ومنها الاتحاد العام التونسى للشغل إلى إضراب عام ،وفيما بقى مطار تونس- قرطاج الرئيسى فى البلاد مفتوحا، اضطربت رحلاته بعد إلغاء عدد كبير منها على ما أكد ممثل لشركة الخطوط التونسية. ومن المرجح أن تتفاقم الأزمة السياسية فى تونس بسبب الإضرابات والاحتجاجات المزمعة تزامنا مع تشييع جنازة بلعيد ،حيث دفع اغتيال بلعيد الآلاف إلى شوارع العاصمة التونسية ومدن أخرى فى احتجاجات شابها العنف، مما يهيئ الأجواء لمزيد من المواجهات بعد عامين من الثورة المطالبة بالديمقراطية التى ألهمت ثورات الربيع العربي. وتعانى تونس من توترات بين الإسلاميين الذين يهيمنون على مقاليد الحكم ومعارضيهم العلمانيين ومن خيبة أمل بسبب عدم حدوث أى تقدم على صعيد الإصلاحات الاجتماعية منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن على فى يناير 2011. وفى رد فعل على اغتيال بلعيد قال رئيس الوزراء حمادى الجبالى وهو إسلامى إنه سيشكل حكومة تكنوقراط غير حزبية ويجرى انتخابات مبكرة، إلا أن شركاءه فى الحكومة عارضوا الخطوة التى تنتظر موافقة البرلمان. ولم تعلن أى جهة مسؤوليتها عن اغتيال بلعيد المحامى والسياسى العلمانى الذى أطلق مسلح الرصاص عليه بينما كان يغادر منزله فى طريقه إلى العمل الأربعاء الماضى، إلا أن حشودا أضرمت النار فى عدد من مقار حركة النهضة وهى الحزب الإسلامى الذى ينتمى إليه رئيس الوزراء ويقود ائتلافا يضم حزبين علمانيين صغيرين. وتنفى الحركة أى صلة لها بقتل بلعيد. ورغم أن بلعيد يتمتع بتأييد سياسى متواضع لكنه فى انتقاده اللاذع لسياسات حركة النهضة كان يتحدث بلسان كثيرين يخشون أن يخنق الأصوليون الإسلاميون الحريات التى اكتسبت فى أولى انتفاضات الربيع العربي. وقالت بسمة أرملة بلعيد أمس الخميس إن "المجرمين" اغتالوا جسد زوجها لكنهم لن يغتالوا كفاحه. وأضافت أن حزنها انتهى عندما رأت الآلاف يتدفقون إلى الشوارع وفى هذه اللحظة عرفت أن البلد بخير وأن الرجال والنساء فى تونس يدافعون عن الديمقراطية والحرية والحياة. ورفضت الأحزاب الثلاثة المشاركة فى الحكومة وقطاعا من المعارضة خطة الجبالى لتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة لتسيير أمور البلاد حتى إجراء الانتخابات وطالبوا باستشارتهم قبل اتخاذ أى خطوة من هذا النوع. وقال فراس ابى على من مركز أبحاث (إكسكلوسيف اناليسيز) ومقره لندن "فى وضع كهذا حيث لا يكون هناك اتفاق ستزداد الاضطرابات المدنية لتصل إلى مستوى لا تستطيع معه الشرطة السيطرة عليها". ومضى يقول "إذا استمر الاضطراب لأكثر من أسبوعين، فإن الجيش قد يتدخل رغما عنه ويدعم تشكيل حكومة كفاءات وإجراء انتخابات لانتخاب جمعية تأسيسية جديدة". ويمكن أن تكون التبعات الاقتصادية لعدم اليقين السياسى واضطرابات الشوارع خطيرة فى بلد لم يضع بعد مسودة لدستور ما بعد الثورة ويعتمد بشدة على السياحة. وارتفعت تكاليف تأمين السندات الحكومية لأعلى مستوى فى أكثر من أربع سنوات أمس الخميس وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتمانى إنها قد تخفض تصنيف تونس أكثر إذا ما استمر عدم الاستقرار السياسى أو تدهورت الأوضاع.