قائمة جديدة من شهداء الوطن تنضم إلي القوائم السابقة من موقعة الجمل إلي موقعة القصر مرورا بشهداء ماسبيرو وشهداء محمد محمود نزيف دم اوجع قلب الوطن. الجديد في شهداء القصر وجرحاه هو الخلاف حول هوية الشهيد والجريح والهوية هنا ليست اسم الوطن مصر الهوية هنا هي الانتماء السياسي. الهوية هنا مؤيد الدكتور مرسي ولإعلانه الدستوري منتم للإخوان أو السلفيين أم معارض للاعلان الدستوري. الشهيد مع أو ضد المؤكد ان الدم غال الدم مصري وحرمته اشد من حرمة الدستور وليس فقط الاعلان المختلف عليه. الشهيد مؤيد أو معارض المؤكد انه ليس من بين قائمة الشهداء ابناء أو احفاد عواجيز السياسة المتعطشين إلي الكرسي من مؤيدي الاعلان أو معارضيه ممن دفعوا الشباب إلي ساحة المواجهة.. دم هؤلاء في رقبة من اشعل الفتنة ورفع مصلحته فوق مصلحة الوطن. ولأننا في فتنة نرجع إلي موقف من الفتنة الكبري في التاريخ الاسلامي. كان الرسول صلي الله عليه وسلم يقول علي عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية فلما قتله جند معاوية قال قائل منهم خشية ان يقع الانقسام بينهم بشهادة الرسول انما قتله من جاء به إلي الحرب فشاع بينهم هذا التفسير. من قتل الشباب المصري في موقعة القصر من دفع بهم إلي هناك المشهد السياسي الذي وصل بنا إلي اراقة الدم ومصري يقتل مصريا المسئول عنه كل الاطراف نظام ومعارضة. في فتنة الاعلان اخطأ الرئيس لأنه لم يقرأ العواقب فأي محلل أو مجرد متابع كان لابد أن يتوقع أن تتوحد مجموعات اسفين ياريس الحالمين بعودة مبارك ومؤيدي أحمد شفيق الذين ينتظرون عودته من دبي ليحكم مصر وفلول النظام الذين كونوا ثرواتهم في بيئة فاسدة ويوحد قتلة الثوار الذين افلتوا من العدالة لعدم كفاية الأدلة هؤلاء لن يقفوا مكتوفي الايدي منتظريين أدلة جديدة تلف حبل المشنقة حول رقابهم. أي متابع ومحلل كان يجب أن يتوقع أن يشق الاعلان الصف الوطني وان يقسم الثوار بين مؤيد للاعلان ثقة في نية الرئيس وسلامة قصده وبين معارض للاعلان رافضا منح الرئيس اعلان علي بياض يري أن سلامة النية لاتكفي وإنما سلامة القرار. الاعلان الذي تبرأ منه نائب الرئيس ومستشاروه افتقد إلي مبدأ الشوري. غاب الرشد عن صناعة القرار مقارنة بقرار حل المجلس العسكري الذي لاقي اجماعا من القوي الوطنية ولم يستطع اعداء الثورة أن ينفذوا من خلاله لأشعال الوطن. وغابت الشفافية في اعلان كان علي الرئيس أن يخرج بنفسه لاعلانه علي الناس وشرحه وتوضيح خلفياته وخيوط المؤامرة التي لانعرف تفاصيلها حتي الآن فالشعب المصري لم يعد قاصرا وخرج من بيت الطاعة. ورغم ماحدث كانت هناك فرصة لتدارك الأمر لو استجابت القوي الوطنية التي دعاها الرئيس للحوار مع بداية الأزمة وقبل اراقة الدماء. الفتنة التي اريقت بسببها دماء شباب طاهر بيحب مصر مسئول عنها الأخوان الذين لم يدركوا أن د. محمد مرسي رئيسا منتخب رئيس شرعي لكل المصريين وليس رئيس لجماعة رئيس لكل المصريين الذين انتخبوه والذين لم ينتخبوه وانه لايحتاج إلي خروج مسيرات تأييد فهو مؤيد بنتائج الصندوق. تصرف الاخوان بمنطق رئيسنا ولازم نحميه حشدوا المؤيدين في ميدان نهضة مصر ومضي الأمر بسلام لعدم وجود صدام ثم حشدوا أمام المحكمة الدستورية وترددت شعارات تسيء للجماعة ولمصر وللقضاء. ثم وصل الأمر لذروته عندما حشدوا المؤيدين في مواجهة المعارضيين أمام قصر الاتحادية ليسقط شهداء ومصابون جدد المواجهة في ساحة مفتوحة تسمح بتسلل بلطجية وفلول وأصحاب مصالح أخطأ الاخوان في حق الرئيس وصدق القول ان الابتلاء بالانصار أشد من الابتلاء بالاعداء ولاحيلة في تبديل اولئك الأنصار. مسئولية الدماء التي سالت أمام قصر الاتحادية يتحملها من اطلقوا علي انفسهم جبهة إنقاذ مصر ولم يفعلوا مايؤدي للإنقاذ وحل الازمة رافضين الحوار. عواجيز السياسة يتحدثون عن الحرية والديمقراطية ويرفضون احترام قواعد اللعبة عندما أتي الاسلاميون إلي البرلمان عبر صناديق الاقتراع في انتخابات شهد العالم بنزاهتها طعنوا الشعب ووصفوه بأنه يبيع صوته وإرادته بزجاجة زيت وكيس أرز عايروا الشعب بفقره. وعندما فاز د. محمد مرسي بالرئاسة عز عليهم ألا يكونوا هم الجالسون علي الكرسي في كل ديمقراطيات العالم يعترف الخاسر بخسارته ويهنئ الفائز ويضع يده في يده لمصلحة الوطن. في فرنسا هنأ ساركوزي هولند وقال أن فرنسا هي الأهم, يذهب الرؤساء وتبقي الاوطان. كلمات لابد منها هناك اشخاص لايتمنون الأمن والاستقرار لمصر أكل عيشهم علي الخراب متغمس بدم الشهداء.