يواصل الأهرام المسائي استطلاعه لآراء هل الفكر والادب والفن حول الدستور الجديد. وقد كان الجدل ثائرا في الحلقتين الماضيتين بين مؤيد ومعارض ولكن الوضع اختلف خلال الجولة بين الفنانين فقد انصب جدلهم علي المعارضة وحدها ورأي البعض ان الصمت وعدم ابداء الرأي افضل وذهبت مجموعة منهم إلي ان الدستور تم وضعه ليخدم فئة معينة مما يتعارض تماما مع مبادئ ثورة يناير وقال قائل منهم ان الأمور اصبحت مجهولة. في البداية الفنان عزت العلايلي استياءه من الانقسامات التي تحدث في مصر فلا يوجد شيء واضح كما ان كل الاحداث حاليا اصبحت مجهولة الهوية ولا توجد ملامح لاي شيء كما انه يري ان الدستور الذي من المفترض ان يكون دستور مصر بأكملها وليس دستور فئة معينة من الشعب يحتاج الي إعادة النظر مرة اخري فقد تمت مناقشته في17 ساعة وكأنه حدث عاجل ولكنه في الحقيقة مستقبل شعب مصر كله وحقوقه وواجباته فكيف تتم مناقشته بهذه الطريقة؟ كما يؤكد ان العالم كله اصبح يعتبر شعب مصر اضحوكة بسبب ما يحدث له فيجب حل هذه المسألة سريعا قبل ان يتم انتهاك الحقوق وتسيل الدماء. وقال الفنان خالد صالح: الدستور يعيد مصر مرة اخري الي عصر الديكتاتورية بعد ثورة راح ضحيتها مئات من الشهداء الشباب والكبار سواء رجلا او إمرأة وابدي تخوفه من المستقبل الذي اصبح لا معالم له, مؤكدا ان الاوضاع السياسية لو ظلت هكذا ستتم خسارة هذا الوطن ويصبح مكانا للاعداء, كما انه يعتبر التحرير هو الذي اختار هذا الرئيس للدفاع عن حقوقه وليس لسلبها. واضافت الفنانة هالة صدقي انها كيف توافق علي دستور كان فيه انسحاب كثير من اعضاء اللجنة التأسيسية يبدو انهم رفضوا كارثة حقيقية ستحدث لمصر, موضحة ان الدستور اسقط حريات كثيرة مثل حرية الابداع الفني وحرية المرأة. وتوافقها الرأي الفنانة انوشكا التي تعجبت اكثر من انه كيف تمت مناقشة الدستور بهذه الطريقة السريعة دون التمكن منه جيدا وكان يجب ان يأخذ وقته في البحث للاستفتاء عليه واهم من ذلك يجب ان يصل الدستور الي كل فئات الشعب المصري وان يفهمه جيدا لانه يوجد كثير من الطبقات لاتعرف القراءة والكتابة. واشار الفنان سامح الصريطي الذي يوجد كثيرا في ميدان التحرير للاعتراض علي الدستور وتخطي فكرة المعارضة او التأييد للدستور إلي أن كلمة معارضة اصبحت اساسية في الشعب المصري لابداء رأيه دون تقييد من احد مهما كان وانه مستمر في رفض الدستور. وتوافقه الرأي الفنانة سلوي خطاب التي توجد دائما ايضا في الميدان للاعتراض علي الاوضاع السياسية الحالية التي اصبحت غير مستقرة رافضة للدستور الذي لا يمنح المصريين والفنانين حريتهم في ابداء آرائهم. وقالت الفنانة دينا فؤاد انها تعارض الدستورالذي تم مناقشته سريعا وينقصه كثير من المواد التي تعطي للمواطن حقوقه وواجباته, مؤكدة ان هذا الدستور تم طرحه لشريحة محددة من الشعب المصري. وتري الفنانة راندا البحيري ان المواد الدستورية الخاصة بالحريات خاطئة وليست هي المواد التي قامت من اجلها ثورة يناير فالثورة قامت من اجل الحرية واعلان الحقيقة دون خوف ولكن هذا الدستور يخص الفئات الاسلامية وليس له علاقة بالشعب ولا بالثورة. واكد الفنان نضال الشافعي أن الدستور الذي تم طرحه اصبح يهدد المصريين ويضعهم امام خيارين يدخلان البلد في نفق مظلم, موضحا انه لولا ميدان التحرير كان هذا الرئيس لا مأوي له فهو جاء بالانتخاب وبثورة وبديمقراطية فكيف يعاند كل هذا ويفرض الديكتاتورية فيجب ان يكون الدستور يجلب لمصر حقوقها الضائعة منذ30 عاما كما يجب ان يكون للشعب مصر بأكمله وليس لفئة بعينها. واضافت الفنانة رانيا فريد شوقي أن مصر ظلمت كثيرا قبل قيام الثورة, والثورة قامت لترد الحقوق وتحقيق الديمقراطية لذلك فهي تعارض الدستور الذي لا يحقق اي شيء من اهداف وطموح الشعب, مؤكدة انها كيف توافق علي دستور الذي وضعه اشخاص يرفضون الفن والفنانين الذين يعتبرونهم من الكفار. واشار الفنان خالد الصاوي: الي ان الثورة مستمرة حتي تحقق كل أهدافها التي لم يذكرها الدستور الذي اجهل حق كثير من المصريين مثل الاقباط وغيرهم كما يجب عرض الدستور علي افراد الشعب واخذ موافقتهم عليه قبل الانتهاء منه, هذه هي الحرية التي قامت من اجلها الثورة فكيف يتم سلق دستور يحكم اكثر من مليون شخص بهذه السهولة. ومن ناحية اخري, اتفق عدد من الفنانين علي عدم التحدث في السياسة او ابداء آرائهم من كثرة همومهم وخوفهم علي مستقبل مصر الذي اصبح مجهولا, حيث قالت الفنانة رجاء الجداوي انها ضاقت من البلد والانقسامات التي تحدث فيها واصبحت الحرية لا وجود لها ووافقتها الرأي الفنانة اميرة العايدي التي لا تريد التحدث في السياسة لانها تري ان زمن الكلام انتهي واصبح الفعل هو الذي يتحدث كما اصبحت محبطة من انقسامات المصريين فهي لم تتعود ان تري بلدها بهذا الحال من قبل كما ان هذا سيؤدي الي كثير من المصائب مؤكدة ان الخلاف السياسي من الممكن حله ولكن الخلاف بين الشعب لن يحل إلا بالفتنة والتفرقة والحرب فكيف تكون هذه نتيجة هذا الوطن الحبيب؟.