شهدت مصر خلال الأيام الماضية العديد من الأحداث الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كانت أهمها أحداث محمد محمود, التي أدت إلي العديد من الإصابات بين الشرطة والمتظاهرين. في الوقت الذي قام الموجودون في محمد محمود بإحراق المدارس الموجودة بالشارع أو الشوارع المحيطة, حتي إن مسجد احدي المدارس الثانوية تم هدمه وسرقة وإتلاف أجهزة الكمبيوتر والمعدات والآلات بتلك المدرسة, ووصلت الخسائر لأكثر من ثلاثة ملايين جنيه, في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية, وبرغم كل هذه الأحداث والإصابات والتدمير والخراب, لم نسمع صوتا واحدا للقوي السياسية في مصر يرفض هذا التخريب, وكأنهم في نوم عميق إلي جانب الأحداث الإقليمية وما يحدث في غزة, فلم نسمع منهم رأيا موحدا, لكنها آراء مبهمة وغير مفهومة علي الإطلاق, وكأن الموضوع لا يهمهم من بعيد أو قريب, وعندما أصدر الرئيس مرسي المكمل الدستوري الذي نرفض منه بعض القرارات غير الإيجابية التي تعود أصلا إلي أسلوب إخراج هذا المكمل وصياغته, وبرغم ذلك قامت الدنيا ولم تقعد ووجد هؤلاء ضالتهم في دخول ركب الخراب لمصر لا استقرارها, وأحب أن أقول لهم إن هزيمة الإخوان لاتأتي بأبواق الإعلام, ولكن بالاتفاق حول القضايا القومية, والتنسيق الحقيقي, وإبعاد الشخصنة, والبحث عن دور حتي ولو كان علي حساب البلاد, وإيجاد أساليب جديدة لحل مشكلات الناس الاقتصادية والاجتماعية, خاصة فيما يتعلق بلقمة العيش والتشغيل, فلدينا أكثر من مليوني موظف في السياحة يبحثون عن لقمة العيش لأولادهم, ومنهم الكثير بعد أن كانوا يعيشون في رغد قام بتحويل أبنائه من مدارس اللغات المشهورة إلي مدارس تجريبية حكومية, ومنهم من فشل في تحويل ابنه إلي مدرسة تجريبية فقام بتحويله إلي مدرسة حكومية رسمية, وكان الأحري لهؤلاء ممن يطلقون علي أنفسهم القوي السياسية, أن يدعموا قطاع السياحة بتشكيل لجان شعبية من المتخصصين في مناقشة المشكلات وإيجاد الحلول الفورية العلمية لها, وتقديمها للحكومة محددة المدد الزمنية ويعلن عنها, وعلي الحكومة أن تنفذ, وفي حالة التخاذل يتم رفع مذكرة لرئيس الجمهورية بإقالة الحكومة التي لم تنفذ البرامج, ومن هنا تكون مشاركتهم إيجابية وفاعلة, وبهذا يكونون قد أوجدوا لأنفسهم أرضية شعبية منظمة يستطيعون أن يواجهوا بها التنظيمات الأخري, خاصة الإخوان المسلمين أكبر التنظيمات السياسية والاجتماعية في مصر, فالمواطن المصري لا يأكل إعلاما وقد شبع من الأبواق العالية التي أصابت أذنه بضعف السمع, والتي تنطلق من الفضائيات الممولة, التي لا تهمها البلاد بقدر اشتعال الفتن لكي تحافظ علي جماهيرها والإعلانات التي ترد إليها, وأيضا الحفاظ علي موارد التمويل الأخري, وما ينطبق علي السياحة ينطبق علي المصانع المغلقة التي بها أكثر من مليون عامل, والمعمار المهنة التي يمتهنها أكثر من ثلاثة ملايين عامل وفني ومهندس, وقف حالها تماما, وكل هذه القضايا هي الخطر الحقيقي علي مصر, وعلي اقتصادها, وبرغم ذلك تركتها القوي الشعبية, ولا أستطيع أن أقول عليها قوي ثورية, لأنها تعمل ضد مصلحة البلاد, وكنت أتمني أن ينزلوا إلي الناس, ويتعايشوا معهم بدلا من التعامل معهم من فوق منبر الإعلام, وأحب أن أقول لهم إن التنظيمات لا يهزمها إلا تنظيمات أكثر تنظيما, وهو الذي يجب أن تفعله الأحزاب السياسية إذا أرادت أن تهزم الإخوان المسلمين, وأحب أن أقول لهم حبوا مصر كحبكم لأنفسكم التي تسعون من أجل تحقيق ذاتها, ولو كان علي حساب جثث الغلابة والفقراء, لأنكم جميعا تستطيعون أن تهربوا أنتم وأولادكم إلي الخارج, لأنكم تملكون المال, وتنهار البلاد بفقرائها لأن الأغنياء جمعوا أموالا طائلة خلال الأعوام الماضية امتصوها من دماء الفقراء. وفي نهاية كلماتي أحب أن أقول إذا أردتم أن تواجهوا الإخوان فواجهوهم بالعمل الجاد المنظم لمصلحة مصر, وليس لمصلحة الفكر الضيق, ولكن بالأفق الواسع من أجل مصر أم الدنيا. [email protected] رابط دائم :