انتقد عدد من المثقفين والمؤسسات الفنية المستقلة سياسات وزارة الثقافة في الأونة الاخيرة في بيان رسمي تحت عنوان انتبه وزارة الثقافة ترجع إلي الخلف- مخطط لاهدار مكتسبات ثورة25 يناير. واشار البيان إلي ان الوزارة تواصل تجميد كل مكتسبات الثورة لصالح السلطات اللانهائية لموظفيها, وتسير علي خطي النظام القديم بمنهجية محكمة لطمس هوية الفنان وتحويله إلي موظف ينشغل بالراتب والمنصب بهدف تدجين النخبة عبر ضمها لعضوية لجان لا دور لها إلا الثرثرة في حجر مغلقة وذكر البيان عددا من الأمثلة الدالة علي ذلك ومنها تجميد مجالس الإدارات الخاصة بالمؤسسات الثقافية وهو احد المكتسبات التي تحققت بعد ثورة يناير بهدف اشراك المجتمع المدني في ادارة هذه المؤسسات مثل مركز الهناجر للفنون ومركز الابداع الفني والمركز القومي للمسرح وصندوق التنمية الثقافية وغيرها.. الا ان اليد العليا للنظام عادت من جديد وتم تجاهل مجالس الادارات تماما في اتخاذ القرار.وقال المخرج والسيناريست سيد فؤاد انه لم يصدر حتي الان قرار بالغاء مجالس الادارات ولكن في نفس الوقت عملها مجمد منذ فترة طويلة ولم تتم دعوة اعضائها للاجتماع لفترة ربما تزيد علي العام, لتعود المؤسسات الثقافية لحال أسوأ مما كانت عليه. واعترض البيان ايضا علي عودة اللجنة العليا للمهرجانات التي تم الغاؤها بعد الثورة استجابة لانتقادات المثقفين وبعد سلسلة من الاخفاقات نتيجة لتمكين اشخاص من الحرس القديم في وزارة الثقافة من بسط نفوذهم في السينما والمسرح وحتي علي مؤسسات المجتمع المدني لتحجيم دورها,وان كل المهرجانات العالمية لها آلياتها في اختيار الاعمال الفنية المشاركة سواء من خلال مندوبين أو باعلان الشروط التي تتقدم علي اساسها الفرق, ولا يحق لمثل هذه اللجنة ان تتعارض مع نظم المهرجانات أو تتدخل في اسلوب عملها, وفي اغلب الاحيان يرشح اعضاء اللجنة عروض سبق ان شاهدوها أو عروض اصدقائهم. وطالب المستقلون في البيان باعلان وزارة الثقافة عن ميزانيتها بما يتفق مع معيار الشفافية, واتهم البيان قطاع الانتاج الثقافي بانفاق جزء كبير من الميزانية علي الرواتب ومكافآت الموظفين بدلا من انفاقها علي الانشطة الفنية والثقافية, وطالبوا بوضع معايير محددة للدعم المخصص لمؤسسات المجتمع المدني وكيفية الحصول عليه للقضاء علي العشوائية واعتماد الامر علي العلاقات الشخصية.واشار البيان إلي أن اختيار قيادات ضعيفة وغير مؤهلة في المؤسسات الثقافية اشبه بنظرية الجاسوس الروسي إذا أردت تدمير وطن أعط المسئولية للأضعف وكأنه سعي ممنهج لضرب الثقافة الوطنية بالاضافة إلي اقصاء الشباب تماما من المناصب القيادية وتغليب العقول الكلاسيكية التي مازالت تعمل وفق نظام معرفي بائد مضاد لحرية الابداع والثقافة, واخيرا انتقد الموقعون علي البيان تقاعس وزارة الثقافة عن القيام بدورها في الدفاع عن المثقفين ضد هجمات التيارات المضادة للثقافة.صدر البيان بمبادرة من مشروع دعم الفرق المسرحية المستقلة وجبهة الإبداع المصري وإئتلاف الثقافة المستقلة وحركة الوعي ومؤسسة شباب الفنانين وجمعية دراسات وتدريب الفرق المسرحية الحرة ومن الموقعين عليه إئتلاف الفنانين التشكيليين ونقابة المهن السينمائية واللجنة الثقافية بحزب التحالف الشعبي وجمعية صحاري وكيان ماريونيت, والناقد سمير فريد والمنتج محمد العدل والمخرج داوود عبدالسيد والمخرجة هالة خليل والمخرج سعد هنداوي والكاتبة رشا عبدالمنعم والمخرج والسيناريست محمد عبدالخالق والمنتج اشرف صقر والمخرجة عزة الحسيني والفنان محمد عبلة.