إكرام الميت دفنه فلماذا لايكرم الموتي أثناء الدفن؟ ولماذا يدفن موتانا في الصحراء؟ويدفن موتي الأجانب في الحدائق؟ ولماذا يتزاحم موتانا في قبورهم بإهانة شديدة لأجسادهم؟, بعد أن تحولت المقابر بالاسكندرية إلي مشكلة كبيرة لأنها أصبحت مأوي للخارجين علي القانون حيث تمارس فيها كل أنواع الانتهاكات من قبل البلطجية والهاربين من الأحكام القضائية غير مبالين بحرمة القبور, وأصبحت مكانا للنوم والتبول وتعاطي المخدرات والتجارة بها والسبب في ذلك يرجع إلي وجود المدافن داخل الكتل السكنية وبجوار العديد من المدارس, كلها تساؤلات من أهالي الاسكندرية خلال جولة ل الأهرام المسائي بمنطقة المنارة. وحذر النائب أسامة جادو عضو مجلس الشعب السابق من لجوء بعض الأفراد الخارجين علي القانون لاستخدام هيبة المقابر ورعب الناس منها ستارا لممارسة الأعمال المخالفة للقانون وانتشار مافيا الإتجار في الاعضاء البشرية فضلا عن هوس بعض المدمنين في استخدام مسحوق الجماجم بدلا من الهيروين. وبسؤال المسئولين عن الدفن هناك أكدوا أن منطقة المنارة أصبحت الآن مكدسة ومزدحمة بشكل كبير جدا فالمنارة لاتتجاوز مساحتها سبعة عشر فدانا ولايتعدي طول المقبرة مترين وعرضها60 سم مما يؤثر بالتبعية علي عدد المقابر المتاحة والذي لايسمح بدفن كل متوفي في مقبرة خاصة به مما يسبب حالة من التكدس ودفن الكثير من المتوفين في مقبرة واحدة. وشكا القائمون علي دفن الموتي التربية من عدم وجود مرتب ثابت لهم أو تأمينات أو معاشات وهم يعيشون علي مايجود به أهالي الموتي فمنهم من يدفع ثلاثين جنيها ومنهم من يدفع خمسمائة فتلك أمور غير محددة. وفي سياق متصل أشار مسئولو مصلحة الجبانات إلي عدم إمكانية حفر مقابر جديدة بسبب محدودية المساحة داخل المنارة مشيرين إلي أن مقابر المنارة من أنظف المقابر الموجودة بالاسكندرية. ومن جهة أخري تعددت الشكاوي من أهالي كرموز بسبب تعرض الأبواب الحديدية لمقابر العامود للسرقة مما اضطر الأمن لتعيين حراس علي المقابر. ويقول اشرف عبدالرحيم من أهالي كرموز أن أبواب وأسوار الجبانة احتلها الباعة الجائلون لدرجة إننا نجد صعوبة بالغة عند الدخول أو الخروج وخصوصا يوم الجمعة. فيما فجر مسئول الجبانات بالمحافظة مفاجأة من العيار الثقيل وهي أن عددا من عمال المدافن يقومون ببيع المدافن أكثر من مرة وبذلك كثرت القضايا أمام قاضي الجبانات حيث يلجأ عمال المدافن إلي الخداع والتضليل بسبب وجود عدد من المدافن المتجاورة في غيبة من أصحابها فيقوم هؤلاء باستبدال اللافتة التي علي المقبرة بلافتة أخري.. وهكذا مقابل مبلغ مادي كبير, وأضاف: أنصح اصحاب المقابر بمتابعة التردد علي مقابرهم والتأكد من عدم بيعها لآخرين. أما في منطقة كوم الدكة فقد يكون المشهد فريدا, ونموذجا غريبا لهذا التواصل بين الصباح والمساء.. بين الحياة والموت فالأحياء والأموات في غرفة واحدة, لن تجد مثل هذا المشهد في مكان آخر.. لن تجد مثل هذا التزاحم والتلاصق الأبدي بين الحجر والبشر إلا في كوم الدكة بالاسكندرية حيث مسقط رأس فنان الشعب سيد درويش. ينام الأحياء مع عظام الأموات في بيوت واحدة وحجرات واحدة يتجاور أبناء كوم الدكة الأحياء مع أضرحة ومقامات العديد من أولياء الله الصالحين. يذكر أن أهم الشخصيات العامة التي دفنت في المنارة, اللواء فوزي معاذ محافظ الاسكندرية الأسبق وفؤاد الشريف وزير التنمية المحلية ووالد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والكاتب الكبير توفيق الحكيم.