نقلت الحكومة الاسرائيلية, هجومها علي القيادة والسلطة الفلسطينية, خطوة اخري عقب توجه الرئيس محمود عباس أبومازن إلي الاممالمتحدة وتقدمه بطلب عضوية غير دائمة لدولة فلسطين في المنظمة الاممية. وكما في مرات سابقة, جاء الاعلان عن الخطوة الاسرائيلية الاخيرة التي يمكن ان تشكل توجها رسميا لحكومة نتنياهو علي لسان وزير خارجيته, افيجدور ليبرمان. وبعد التصريحات المتصلة بشخص الرئيس عباس, هدد ليبرمان القيادة الفلسطينية بدفع ثمن سعيها للاعتراف بفلسطين في الاممالمتحدة واصفا الخطوة الفلسطينية بانها بمثابة بصقة في وجه اسرائيل. وفي سابقة غير معهودة لوح ليبرمان علنا باجراء اتصالات اسرائيلية مع فلسطينيين معارضين للسلطة مرضي عنهم من الجانب الإسرائيلي, كخطوة او توجه لتشكيل قيادة فلسطينية بديلة تستحق ان تقود الشارع الفلسطيني مما احدث تجاذبات علي الساحة الفلسطينية وخرجت بعض الأقلام تشير من قريب او بعيد الي بعض الأسماء التي من الممكن فعلا ان تكون علي اتصال بالجانب الإسرائيلي مثل دحلان وآخرين, ويظهر بقوه علي سطح الأحداث علي الساحة الفلسطينية السؤال الملعون هل بالفعل توجد اتصالات اسرائيلية بقيادة فلسطينية بديلة ؟, لأن اي لقاء فلسطيني مع ليبرمان العنصري المتنكر لحقوق الفلسطينيين, يعتبر أمرا معيبا وخطيرا. وإذا كانت هذه التصريحات جزءا من حملة اسرائيلية ضد السلطة, والرئيس الفلسطيني, تهدف الي العبث بالساحة الفلسطينية, واسقاط حل الدولتين حتي تبقي اسرائيل دولة محتلة دون ان تدفع ثمن احتلالها, وهذا يتحقق باستمرار بسلب سيادة السلطة الفلسطينية لتبقي مجرد حكم ذاتي خاضع لاسرائيل. وتواردت ردود الفعل الفلسطينية علي هذه التصريحات بوصفها تحريضا سافرا, ووصفتها الرئاسة الفلسطينية علي لسان نبيل ابوردينه المتحدث الرسمي بأنها محاولة اختراق مجنونة ودموية لنسيج الشعب الفلسطيني. فيما دعا الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي المجتمع الدولي لإدانة دعوات وزير الخارجية الاسرائيلي المتكررة للتخلص من الرئيس الفلسطيني محمود عباس, علي اعتبار ذلك تحريضا وقحا وسافرا علي حياة الرئيس عباس, وقال عريقات ان دعوات ليبرمان تشبه تماما دعوات رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارئيل شارون للتخلص من الرئيس الشهيد ياسر عرفات. وأضاف عريقات: ان تمسك الرئيس عباس بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية علي حدود الرابع من حزيران عام1967 وعلي العودة للاجئين والإفراج عن جميع الاسري والمعتقلين هو السبب الحقيقي وراء دعوات ليبرمان المتكررة مشددا أن السلام لا يمكن ان يكون إلا علي هذه الاسس ولا يوجد من الشعب الفلسطيني من سيوافق علي اقل مما اقرته الشرعية الدولية والتعاون الدولي. من ناحية اخري وصفت تقارير إعلامية تصريحات او بالأحري تهديدات ليبرمان بأنها هي الصفعة التي وجهت لإسرائيل بما تخلقه من رد فعل يمثل تأييدا دوليا, ازاء مدي عدوانية هذه الدولة( اسرائيل) التي ليس لها موقف حقيقي من العملية السلمية, وتستخدم المفاوضات كوسيلة لترجمة اهدافها علي ارض الواقع. وقالت يجب قراءة تصريحات ليبرمان بعيدا عن التفكير السياسي المحض, حيث انه منذ توليه منصب وزير الخارجية يتصرف بطريقة غير منطقية في علم السياسة علي الاطلاق, وتصريحاته تسيء للدولة العبرية, وتعود الي التجاذبات السياسية الداخلية, التي تزيد بزيادة الحديث عن انتخابات اسرائيلية. وعلي الجانب الإسرائيلي لم يظهر سوي تعليق من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك, علي ليبرمان ببيان رسمي, قال فيه إنه( أي باراك) ينتقد بشدة تصريحات ليبرمان ضد الرئيس عباس ويعتبرها مسيئة لإسرائيل اولا وقبل اي طرف, ولا تتماشي مع مصالحها.