سنحت للأهرام المسائي الفرصة لمقابلة أحد الفلسطينيين الموجودين بسيناء ليبعث إلي ابناء المحروسة برسالة مفادها التالي: ان الجرح الغائر الذي خلفته عملية الهجوم الآثم علي ثلة من خير اجناد الأرض في المنطقة الحدودية قرب مدينة رفح في شبه جزيرة سيناء والذي راح ضحيته ستة عشر جنديا وضابطا من خيرة ابناء مصر الشرفاء, يضعنا نحن الفلسطينيينا داخل دائرة الشك ويعكس مدي ازمة الثقة التي خلفتها الانظمة البائدة علي مدار السنين الطوال متبعين بذلك سياسة التعتيم والتجهيل المتعمد والممنهج لقضية الشعب الفلسطيني. لست هنا بصدد الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومحاولة اظهاره بمظهر الضحية أوالبريء فالفلسطينيون هم الخاسر الأكبر في هذه العملية ويقع علي عاتقهم حمل اثقل وامر من حمل الحصار والاحتلال في حالة تأكد ان هؤلاء الشرذمة فعلا قد تسللوا من قطاع غزة او حتي ينتمون إلي الشعب الفلسطيني وفلسطين منهم براء. ان من قاموا بهذا العمل لايخدمون إلا مصلحة طرف واحد في هذه المعادلة الصعبة وهي مصلحة الكيان الصهيوني. قبل ايام علي الحادث خرج علينا بنيامين نتانياهو يحذر رعاياه من السفر إلي سيناء, يأمر في ذات الوقت الموجودين فيها بالرجوع إلي إسرائيل معتمدا بذلك علي معلومات استخباراتية مفادها ان سيناء امست معقلا للإرهابيين والاصوليين علي حد زعمه وان حكومة مصر الجديدة تركت فراغا امنيا واضحا في سيناء, وفي اليوم التالي يخرج اسماعيل هنية ليؤكد ان سيناء ارض مصرية ذات سيادة كاملة وان حماس لن تسمح بأي شكل من الاشكال باستباحة ارض مصر أو حتي التفكير في ذلك. ثم ما تلبث تتسارع وتيرة الأمور فبعد يومين فقط من خطاب نتانياهو نجد الأيدي الاثمة تمتد لتطول جنود مصر الشرفاء علي الحدود. من المستفيد؟ هل هم ابناء القطاع؟ هل ملو امن الحرية وارادا ان يغلقوا منفذهم الوحيد نحو تنشق هواء الحرية, ام ان التقارب ما بين الشعب المصري والفلسطيني في ظل تقارب الحكومات لايغني ولايسمن من جوع للغزاويين وهم اليوم اقرب مايكونون إلي كسر الحصار أكثر من اي وقت مضي؟! ولا اعتقد ذلك لقد هلل واحتفل أهل القطاع للثورة المصرية وانتصارها كما لم يفعل احد لأننا في فلسطين نعلم ان عزة فلسطين من عزة ورفعة مصر وشعبها. وقد أكد ذلك التنديد بالعملية الآثمة من قبل كل الفصائل الفلسطينية وكل اطياف الشعب الفلسطيني علي حد سواء, بل ان من قاموا بهذا العمل الفلسطينيون منهم براء ولاينتمون للشعب من قريب او بعيد حتي ولو كانوا من سكان فلسطين فكل الشعوب فيها اراذل القوم الذين ليس لهم إلا ولاذمة ولايردعهم انتماء او عقيدة. ام هل المستفيد مصر؟ وكيف يكون ذلك؟ قد كانت مصر دائما السباقة للدفاع عن كرامة وحرية الشعب الفلسطيني وكيف يكون ذلك علي حساب فلذات اكبادها, وهذا ما لا يقبله عقل. إذن من المستفيد؟. من يتربص لاسقاط الثورة المصرية ومنجزاتها؟ من الذي ينظر دائما بعين الشك والربية والرعب من كل شيء مصري او يمت لمصر بصلة؟ من له المصلحة في عدم التقارب الفلسطيني المصري وعلي استعداد لاراقة الدماء لبلوغ غاياته ولايتواني في ذلك لحظه واحدة. من هو المتضرر من فتح المعابر الحدودية وعمل الاسواق الاقتصادية وتعمير الارض بالتأكيد ليسو الفلسطينيين وليسوا المصريين. انه العدو الأوحد المتربص دائما بالمنطقة لانه كيان سرطاني ؟ وبات علي ؟ ان استئصاله مسألة وقت لا أكثر, نعم انا جريمة شعة بكل المقاييس ولكن من يقف خلف تلك المذبحة, سؤال بحاجة إلي التفكير قبل النطق بالحكم. نعم قد تكون ادة الجريمة فلسطينية وقد لاتكون, ولكن من الذي خطط ورسم الطريق للتنفيذ. ألم يسأل سائل. كيف ارتفعت طائرات الاباتشي والنفاثة خلال اقل من دقائق لتضرب وتفجر المنفذين؟ علما بان العملية برمتها نفذت في اقل من عشرين دقيقية ام انها كانت اساسا في سماء المنطقة قبل وقوع الجريمة لعلمهما المسبق بها. ألا توجد في بنود المعاهدة بنود صريحة بالتعاون الأمني بين الطرفين, فلماذا اذا حذروا رعاياهم وسحبوهم من سيناء واخلوا حدودهم قبل ساعات ولم يبلغوا الطرف الأخر بمعلوماتهم الاستخراتية علي حد زعمهم؟ ام انهم من فكر ودبر ونفذ بايد اثمة لاتقل نجاسة عن ايديهم! رحم الله شهداء مصر الابرار والهم ذويهم الصبر والسلوان.