طريق شبه خال صمت جو خانق يغلف المكان كتل من الصهد تتكثف أمام عيني كألسنة اللهب الحارق وأنا أسير تكاد قدماي تنغرسان في لحمة الاسفلت الساخن المتلهب. كنت وحيدا أتافف يلفني شعور شديد بالضيق والزهق وتتقطعني أفكار وظنون شتي.. اذ تسلل الي اذني عبر نسمات شاردة نديه حديث عذب بينهما اعادني الي ذكريات جميلة وأيام خوالي مضت فغمرت نفسي موجة من الحنين والشجن. أسرعت في سيري.. اقتحمتني النظرة. ثمة امرأة إلي جواري تحث الخطي يستقر في عينيها شيء ماجذبني شعرت بشذاه في نفسي كشذي زهرة فواحة في بستان خرب!وحين مرقت من جانبي.. انتشيت.. انتعشت الاحلام داخلي تبعتها في صمت!! مرت لحظات عصيبة دلفت من باب كبير واختفت عن ناظري.. ورحت ابحث عنها دون جدوي!!وفي المساء وجدتها تحصي أوراقا وصحفا قديمة وتقبض الثمن... تعجبت وتساءلت ماذا تصنع هنا؟! وهل للسحر مكان كهذا..؟! ولما مررت الي جوارها.. رمقتني.. تلاقت عيوننا.. ثم مضيت لحال سبيلي ولكن خيل الي انها تناديني او تستغيث بي ثمة شيء غامض جعل يعتمل داخلي ينمو, يتزايد, ووميض طفق يبرق, يشع في حنايا نفسي... وحين حانت اللحظة ودانت الفرصة, سألتني: وماذا بعد؟! ولم لا نتزوج الآن ومن فورنا؟ أدهشني السؤال وباغتتني الكلمات التي تسللت كومضات لامعة الي ظلام ليلي الموحش, وبدوت مأخوذا وأنا أرد: هل لنا ان ننتظر كي تتناغم أفكارنا, كيلا.... فقالت: وهل ما انقضي من وقت بيننا غير كاف ام نبذل عمرنا كله نجرب؟! ولكنني الآن قبل أن أتم عبارتي قاطعتني: ولكنك ماذا ؟!أم تراك تلوح في سمائك أطياف أخري؟!لم انبس ببنت شفة والشعور الطاغي نحوها يتملكني ويجلدني بسياطه ورأيت وكأنني منساق وراءها كسديم تائه في أجواز الفضاء؟! كانت المرة الأخيرة التي رايتها فيها بعد طول انقطاع.. تتأبط ذراع رجل عجوز ترفل في ثياب فاخرة تتزين بحلي رائعة.. تحجرت الكلمات في فمي وامتلأت عيناي من الدمع وسرت لا الوي علي شيء عصام الدالي