يري البعض الصورة في الأهلي والزمالك متشابهة بشأن الرحيل المفاجئ في توقيت واحد تقريبا لمدربي الفريقين الكرويين اللذين صعدا معا إلي دوري المجموعات في بطولة دوري إبطال إفريقيا. بل أوقعتهما القرعة في مجموعة واحدة, وأراها مختلفة حتي لو غاب ممدوح عباس عن قرار قبول استقالة حسن شحاتة وابتعد حسن حمدي عن قرار تعيين حسام البدري! ففي الزمالك انتصرت شلة من اللاعبين علي المدرب وأطاحت به عن طريق استفزازه ووضعه تحت ضغوط هائلة بالرغم من قيادته الفريق للصعود إلي دور الثمانية الإفريقي, فتلك هي القرارات في القلعة البيضاء تميل وتحيد وتنتصر للأكثر جماهيرية.. وفي الأهلي انتصر جزء من مجلس الإدارة لمدرب بلا رصيد- اللهم إلا إذا كان سلبيا- علي حساب اللاعبين الكبار الذين انتفضوا ضده في عام2010 وأيدتهم الجماهير فأجبروه علي الاستقالة, وهكذا القرارات في الأهلي تفرضها العلاقات الخاصة المتشابكة, وتقوم علي التسلط والديكتاتورية تحت شعار كاذب دائما ما يرددونه وهو القيم والمبادئ, والتي يمدونها ويثنونها حسبما تتجه بوصلة المصالح وما أكثرها! في الزمالك قد يأتون بمدرب جديد مهما كانت جنسيته, سيمكنه التعامل مع مجموعة المعارضة التي رفضت حسن شحاتة, أو هو طلب الاختيار بينه وبينهم بصرف النظر عن حكاية تلقيه لعروض أخري! وفي الأهلي تبدو المشكلة أكثر خطورة دعت إليها السرعة في التعاقد مع حسام البدري دون انتظار لعودة رئيس النادي من الخارج, أو حتي تنفيذ لما أعلنوا عنه من أن عملية اختيار المدرب الجديد ستستغرق أسبوعا.. وهذا ما يعني أن القرار جاء لإغلاق الباب في وجه قرار آخر لا يلقي ترحيبا من البعض, كما يعني أيضا أن القرار لم يدرس بشكل جيد, ولم يأخذ حقه من المناقشة والتمهيد, وإلا يقولون كيف سيتعامل المدرب الجديد مع الجماهير التي هاجمته كما لم تهاجم مدربا من قبل, وما هو شكل العلاقة بينه وبين اللاعبين الصغار قبل الكبار بعد أن خسر الطرفان في تجربته الأخيرة مع الفريق مهما أشاعوا عن تهنئته بالعودة.. وهل هذا رسالة للاعبين الذين انتقدوا مدربهم في وقت سابق أن الباب يفوت جملا.. هذه ليست قيم ولا مبادئ, وإنما مصالح ومنافع! [email protected]