لم يكن اتحاد كرة القدم في يوم من الأيام في صف الغلابة والمغلوبين علي أمرهم, ولا أظن أن الأمر سيختلف مع اللجنة المؤقتة لأن أعضاءها ليسوا إلا أدوات للنظام السابق الذي كان يدير اللعبة حسب المصلحة والهوي. كما أنهم يفتقدون للحماية, إضافة إلي أنهم ليسوا أصحاب قرار ولا يتدخلون إلا في الأمور التي تعود عليهم بالمكاسب والمنافع, لذا فإن قضيتهم هي أهل الممتاز الذين يحققون لهم هذا! واقع الحال يقول إن اتحاد الكرة لا يهمه من أندية مصر الفقيرة إلا أعضاء الجمعية العمومية الذين يملكون الصوت الانتخابي حتي هؤلاء لا يقدمون لهم إلا الفتات, ولا يمدون أيديهم إليهم إلا بالملاليم التي تسبقها بالطبع وجبات الكباب والكفتة الشهيرة, وما عدا ذلك لا تحصل الأندية إلا علي وعود كاذبة بالدعم والحصول علي مقابل من البث الفضائي, وكانت النتيجة أن ازدادت فقرا علي فقرها! لم يكن هناك أي شيء غريب عندما أعلنت اللجنة المؤقتة عن دورة تنشيطية لأهل الممتاز بعد قرار إلغاء كل المسابقات الرسمية دون أن تنظر إلي الأغلبية من الأندية التي يعتمد مدربوها ولاعبوها وإداريوها وعمالها علي كرة القدم كمورد رزق رئيسي ونهائي لهم, فهم ليسوا في الحسابات, ولا مكان لهم علي خرائط الجبلاية! وإذا كانت عملية استئناف النشاط الرسمي علي صعيد الدوري الممتاز وكأس مصر شبه مستحيلة, وإذا كانت عملية إقامة دورة تنشيطية محفوفة بالمخاطر بسبب التعصب الرهيب وعدم القصاص من مرتكبي مذبحة ستاد بورسعيد من ناحية وعدم جدواها فنيا من ناحية أخري.. وإذا كانت المنتخبات الوطنية ومعها الأهلي والزمالك قادرة علي الاتفاق علي مباريات ودية في أي بقعة من بقاع الكرة الأرضية, فيما هؤلاء الغلابة لا يستطيعون أن يلعبوا مباراة ودية ولو حتي مع مركز شباب في بحري أو قبلي.. وإذا كان الكبار قادرين علي تحمل الصدمات وصرف المستحقات ولو بالتقسيط, فإن الصغار علي الحديدة وليس عندهم ما يحلون به أي مشكلة.. أليس التعساء أولي بالرعاية والبحث مع الأمن عن إمكان إعادة مسابقاتهم التي يفتحون بها بيوتهم بدون وقفة احتجاجية؟! [email protected]