سنوات طويلة قضاها البرتغالي مانويل جوزيه مديرا فنيا للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي, وأزمات كثيرة صنعها الرجل وصلت إلي حد السب والقذف والإشارات الخارجة ورفع الحذاء. وكان الأهلي إدارة وإعلاما بكل أنواعه ينصر الرجل ظالما ومظلوما.. ونصره ظالما لم يكن برده عن ظلمه, وإنما بتشويه الحقيقة, وإعلاء الباطل, وشن الحرب, وفي أحسن الأحوال رأفة كان يتم تقديم اعتذار بالنيابة عنه! وفي كل الأحيان كان إعلام الأهلي يحول المدرب البرتغالي من مدان إلي بريء, ومن مدعي عليه إلي مدع وصاحب حق استغلال لرصيد الأهلي الجماهيري, وعلي المتضرر أن يخبط رأسه في الحيط, وغالبا ما كانت قرارات المقاطعة للرجل تقابل بسخرية واستهزاء, وكانت الأسباب المعلنة أنه لا تعامل بالقطعة ولا محاسبة إلا في نهاية الموسم, ولا جور علي القيم والمبادئ.. ولا أعرف أين ذهبت هذه الشعارات عندما انقلب السحر علي الساحر, وانتقل جوزيه من خانة الملائكة إلي خانة الشياطين, ورفعت عنه الحماية والوصاية ؟! هذه هي إدارة الأهلي في السنوات الأخيرة لا تنفصل عن نظام مبارك الفاسد الذي قام بتوفير العناية والرعاية الكاملة لمن يرضي عنه, وذهب بمن خرج عن الصف وراء الشمس.. فلا مكان لصاحب رأي أو اتجاه, وإنما الأبواب مفتوحة علي مصاريعها لكل من ينسي كرامته في الخارج! جوزيه الذي وصفوه بالأسطورة, وضموه إلي تاريخ الأهلي, وساندوه في كل معاركه, وشنوا حروب استنزاف ضد كل من تجرأ عليه ونقد أسلوبه, تحول في قناة الأهلي وإعلامه إلي العدو الأول, ونزلوا تقطيعا فيه لا لشيء إلا لأنه قرر أن يرحل.. فجأة وبعد كل البطولات التي حققها والتي وصلوا بها في وقت سابق إلي درجة التقديس أصبح في مرمي هجماتهم وكلماتهم القاسية التي تجعلنا نفقد الثقة فيما يقولون ويدعون.. ما حدث في قناة الأهلي ليلة رحيل جوزيه سقطة كشفت عن قليل من كثير من الأساليب الملتوية والقاهرة لإدارة النادي الأهلي في التعامل مع اللاعبين والمدربين والإداريين, وإلا ما كانت خبرات كبيرة من أبناء النادي خارجه الآن فيما يرتع داخله بعض من لا يستحقون! [email protected]