غدا لن يكون يوما عاديا بأي حال من الأحوال, سيري العالم المفاجأة التي تؤكد ان العناية الإلهية هي الحامية لهذا الوطن, وان شعبها سيبقي بالفعل في رباط إلي يوم الدين. وان جيشها البطل سيظل الحصن الحصين والدرع المتين في مواجهة كل من تسول له نفسه العبث في أمنها واستقرارها أو المساس بحبة تراب من أرضها, أما ثورتها الشعبية الكبري فستثبت أنها حقا النموذج الذي يحتذي به من بقية الشعوب بكل خصائصها وسماتها المميزة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا لها من قبل, وستكون الرسالة واضحة ومحددة وقاطعة وموقعة من الملايين في ميدان التحرير وبقية الميادين. غدا سنري الحشود الهائلة التي تهتف بصوت واحد ينادي لمصر وليس لغيرها للمطالبة بتحقيق الأهداف التي لا خلاف عليها بين المصريين جميعا حتي نطوي صفحات الماضي بعد القصاص العادل من قتلة الشهداء ومن الذين استباحوا ثروات البلاد وأهدروا المال العام في قضايا يشيب لها الولدان وتفوق الخيال. غدا ستنقل الفضائيات ووسائل الإعلام علي الهواء مباشر وطوال ساعات اليوم وقائع أكبر مؤتمر شعبي يعيد لمصر وجهها الحقيقي بعد ان فشلت محاولات بث الفرقة والفتنة والانقسام تارة بين المسلم والقبطي وأخري بين الجيش والشعب وثالثة بين القوي السياسية, وسيجد العالم صورة مغايرة تماما لما شهدته الأيام الماضية من احداث مؤسفة أوجعت القلوب ولكنها اشعلت الغيرة الوطنية وأيقظت العقول علي ما يحاك ضد الوطن من مخططات ودسائس ليست جديدة علينا وان كانت قد اسرعت بحالة التوافق والتوحد فكان القرار بهذه المليونية التي ستأتي أكبر من سابقاتها وستعطي درسا للمتربصين بمصر بأن هذا الوطن سيبقي عصيا علي تكرار التجارب المحيطة بنا سواء في ليبيا أو اليمن وسوريا والعراق وغيرها. وغدا يكون الاطمئنان لنجاح الثورة المصرية التي تنير الطريق لغيرها من الثورات وستكون الشعوب داخل المنطقة وخارجها الأكثر سعادة بهذا النجاح لأن الاخفاق يعني بقاء النظم الاستبدادية والشمولية وهذا يفسر الجهود والأموال التي تنفق من الجهات الخارجية والقوي المتضررة في الداخل لعلها تضلل الرأي العام عن الحقيقة الأهم والمتمثلة في موقف القوات المسلحة المصرية منذ البيان الأول لنصرة الثورة وحمايتها والتعهد بالتنفيذ الكامل للإرادة الشعبية وتسليم السلطة لمن يختاره الشعب في الانتخابات الحرة والديمقراطية القادمة. muradezzelarab@hotmailcom