تستطع الساحة الفنية والإعلامية أن تتخلص من حالة الفوضي وعدم وضوح الرؤية التي سيطرت عليها لفترة طويلة.. وقد ظهرت هذه الفوضي بوضوح من خلال الأزمة المفتعلة التي فجرها فيلم علي واحدة ونص خلال الأيام الأخيرة. لم وأشاعت حالة من التذمر بين الصحفيين والسينمائيين.. وكالعادة ارتفعت أصوات الحناجر العالية وأصحاب المصالح, بينما تواري صوت العقل! لذلك كان لابد أن نواجه د. سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية وصاحب قرار الموافقة علي عرض الفيلم, لنتعرف منه بكل صراحة علي الحقيقة كاملة حول هذا الفيلم.. وأين تتوقف حدود الرقابة علي المصنفات أمام عرض أو منع أي فيلم؟! في البداية أكد د. سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية أن فيلم علي واحدة ونص أخذ ترخيصا بالعرض مثل أي فيلم لأنه لايتضمن أي مخالفات قانونية تمنع عرضه.. ومن يري أن الفيلم يتضمن أي مخالفات قانونية فعليه أن يتقدم ببلاغ رسمي إلي القضاء.. مشيرا إلي أن دور الرقابة علي المصنفات ينتهي عند هذا الحد, وليس من سلطتها رفع الفيلم من دور العرض أو منعه!! وأضاف خطاب علي مسئوليتي الشخصية أؤكد أن ماحدث من ضجة مع فيلم علي واحدة ونص هو مجرد دعاية ساذجة لترويج الفيلم, وهو أسلوب قديم جدا لم يعد ينطلي علي الجمهور المصري الواعي.. ولكن لأن الفيلم من إنتاج وبطولة راقصة مغمورة, فقد نجحت للأسف في استخدام بعض الأفراد ضعاف النفوس لعمل هذه الدعاية السيئة دون أي وعي.. وأكد خطاب أنه لم يتحدث مع وزير الثقافة بشأن منع عرض الفيلم إطلاقا, لأن هذا الإجراء ليس من سلطة الرقابة, وإنما من سلطة القضاء. وعن رأيه في العمل فنيا قال رئيس الرقابة بصراحة شديدة الفيلم ضعيف جدا وساذج شكلا وموضوعا, إلي جانب أن موضوعه قديم ومستهلك وعفي عليه الزمن.. ومثل هذه الموضوعات التي يكون محورها طبيبا أو مهندسا أوضابطا أو حتي صحفي فاسد, هي موضوعات تافهة ولاتجذب الجمهور لأنها أصبحت مستهلكة ولن تلقي إقبالا في دور العرض.. وبالتالي فقد لجأ أصحاب الفيلم لعمل مثل هذه الدعاية الاستباقية للفت الأنظار إلي عمل ضعيف وساذج. وقال يجب أن نعلم جميعا أنه إذا كان هناك شخص فاسد في أي مهنة فلا يمكن أن نعمم هذا الفساد علي كل أصحاب هذه المهنة. وأخيرا طالب سيد خطاب أصحاب الأقلام الواعية والضمائر اليقظة بعدم الانسياق وراء مثل هذه الدعاية السلبية والمستهلكة, لأنها قد تثير البلبلة داخل المجتمع لحساب فئة معينة.