ما أشبه الليلة بالبارحة.. ممدوح عباس بوصفه رئيس نادي الزمالك اجتمع مع حسن حمدي بوصفه رئيس النادي الأهلي مع عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة واتفقوا علي إقامة مباراة بين الفريقين أواخر شهر مارس الجاري يخصص دخلها لصالح أسر شهداء مذبحة بورسعيد.. وهل كانوا يفعلون غير ذلك في عهد النظام المخلوع وبناء علي رغبته بل وترضية له.. ثبت اسما عباس وحمدي وتغير اسم واحد فقط وهو ممثل أعلي سلطة رياضية.. وكان في الماضي القريب حسن صقر أو أنس الفقي أو علي الدين هلال أو عبد المنعم عمارة أو عبد الأحد جمال الدين! هي السياسة نفسها التي تقوم علي أنصاف الحلول والحفاظ علي المناصب وسلب دور حتي لو كان مثل هذه التصرفات علي سبيل الشو الإعلامي... فقد قالوا إن بنود الاتفاق تنص علي ارتداء لاعبي الأهلي القميص الأبيض, في حين يرتدي الزملكاوية القميص الأحمر.. كيف يتفقون علي هذا ويعلنونه للإعلام مع أن القرار ليس بيدهم علي الإطلاق.. وهناك طرف أصيل صاحب القرار وهو الأمن الذي اتهمته التقارير بعد مذبحة بورسعيد بأنه المسئول عن أرواح الضحايا! وبالسقف الفكري المنخفض نفسه أذاعوا أن الأندية وافقت علي استئناف مسابقة الدوري بعد انتهاء فترة الحداد التي حددها الأهلي ورهنوا ذلك بإحالة ملف المباراة المشئومة للمحاكم الجنائية وموافقة الأمن علي تأمين المباريات.. فلا أعرف هنا ما هي فائدة موافقة الأندية, وما مبررات الإعلان عنها مع أن الأمرين من أصعب ما يكون, ويحتاجان إلي وقت طويل بسبب الإجراءات المطلوبة! وفي رأيي أنه لا وقت ولا طاقة لتصديق حملات عباس وحمدي لأنها تهدف إلي مكاسب شخصية ولم تقترب من الأزمة الحقيقية للرياضة التي هما سبب فيها.. فلا أحمر ولا أبيض يا كباتن.. إنه وقت الحلول النهائية وهي ليست عندكما.. وهنا وجب السكوت!