أثار ارتفاع البورصة الملحوظ منذ بداية العام الحالي حالة من الدهشة بعدما وصلت ربحية رأس المال السوقي إلي86 مليار جنيه منذ يناير حتي أمس وتصاعدت تساؤلات الجميع ماهو السبب الحقيقي لهذا الارتفاع غير المتوقع في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية للدولة بالاضافة الي حالة الركود التي تسيطر علي الاسواق وتسببت في انخفاض أرباح بعض الشركات المتداولة في البورصة وخسائر كبيرة للبعض الآخر وهو ما رفع من حدة التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار الأسهم بدون مبرر واضح. ومن جانبهم اختلف خبراء سوق المال في تفسير ارتفاعات البورصة الملحوظة فمنهم من أرجع هذا الارتفاع الي استقرار الأوضاع السياسية والتفاؤل بمستقبل مصر ومنهم من أرجعه الي كبار المستثمرين وحيتان البورصة الذين استغلوا انعقاد جلسات مجلس الشعب والتفاؤل السياسي في الدخول في مضاربات قوية علي الأسهم القيادية لتحقيق أرباح لصالحهم وهو مايتطلب الحذر من قبل صغار المستثمرين الذين يبحثون عن الاستثمار الآمن في البورصة. في البداية قال أحد خبراء سوق المال رفض ذكر اسمه- متعللا بأنه يخشي تعرضه لهجوم وسب وقذف من شركات السمسرة التي تصر علي أن البورصة في اتجاه صاعد علي المدي المتوسط وتمثل فرصة استثمارية جيدة- إن كل الارتفاعات التي تشهدها البورصة حاليا هي مجرد مضاربات من قبل حيتان السوق لرفع أسعار الأسهم دون وجود أي أحداث جوهرية مستخدمة أسلوب ترويج الشائعات لحث صغار المستثمرين علي الشراء ورغم أن ادارة البورصة تقوم بدورها علي أكمل وجه خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ في إيقاف التعامل علي كثير من الأسهم لحين الرد علي الشائعات والأخبار المغلوطة فإنها لم تستطع أن توقف حدة المضاربة التي تسيطر علي السوق منذ شهرين بحجة انعقاد جلسات مجلس الشعب والاستقرار السياسي. و قال عوني عبد العزيز رئيس شعبة الأوراق المالية باتحاد الغرف التجارية إن البورصة بدأت تشهد انتعاشة ملحوظة منذ بداية العام لدرجة يصعب تصديقها في ظل الاوضاع الحالية خاصة ان ارتفاعات البورصة المتكررة خالفت كل توقعات المحللين الفنيين والماليين لسوق المال في مصر والذين كلما توقعوا عودة مؤشر البورصة الي مستوي الأربعة آلاف نقطة بسبب ضرورة حدوث عمليات جني أرباح يحدث العكس ويستكمل المؤشر رحلة صعوده بالتزامن مع دخول سيولة جديدة الي السوق ليرتفع حجم التداول الي مستويات لم يصل اليها بعد الثورة ليتعدي600 و700 مليون جنيه يوميا, مشيرا الي أن السبب الرئيسي في ارتفاع البورصة هو الشعور ببعض الاستقرار السياسي وهدوء الشارع المصري واقتراب انتخابات الرئاسة. بينما تري جيهان جمال رئيسة الجمعية العربية لدعم صغار المستثمرين في البورصة أن ارتفاع البورصة خلال الفترة الأخيرة ليس دليلا علي عودة ثقة المستثمرين فيها أو في مستقبل البورصة وإنما هو لا يتعدي اقتناصا واضحا لبعض الفرص الاستثمارية بالاضافة الي تبادل الصفقات بين كبار المستثمرين ورجال الأعمال.