أنهت البورصة تعاملاتها أمس علي انخفاض طفيف بلغت نسبته0.03% بسبب عمليات جني الأرباح الناتجة عن ارتفاع المؤشر الرئيسي للبورصة أثناء جلسة أمس وأمس الأول بنسبة تقترب من2% والتي نتجت عنها أرباح في أسعار بعض الأسهم مما دفع المستثمرين إلي الاستفادة بفروق الأسعار وبيع الأسهم بالأسعار المرتفعة نسبيا. وأعرب خبراء سوق المال عن تخوفاتهم من الانخفاض الملحوظ في أحجام التداول والتي تتذبذب حول منطقة النصف مليار جنيه فقط بعد أن كانت تتعدي المليار ونصف المليار جنيه في الأسابيع الأولي من إعادة التداول مؤكدين أن السمة الرئيسية للتداول خلال جلسات الأسبوع الماضي هي الجيمات أومايسمي بالمضاربة الشديدة علي أسعار الأسهم الصغيرة رخيصة السعر لرفعها لأرقام قياسية. وبلغ حجم التداول في جلسة أمس695.8 مليون جنيه واستحوذ المصريون علي71.5% من إجمالي حجم التعاملات بمشتريات بلغت499.1 مليون جنيه مقابل مبيعات بقيمة452.9 مليون جنيه فيما استحوذ الأجانب علي نسبة26.2% من إجمالي التعاملات بقيمة مبيعات بلغت191.8 مليون جنيه مقابل مشتريات بقيمة156.9 مليون جنيه. وقال عوني عبد العزيز رئيس شعبة الأوراق المالية باتحاد الغرف التجارية: إن انخفاض حجم التعاملات في البورصة أصبح مثير للقلق لأنه يعني عدم تدفق أي سيولة جديدة للسوق مشيرا إلي أن تذبذب المؤشر صعودا وهبوطا يرجع الي انتقال السيولة المتاحة في السوق من سهم إلي آخر دون أحداث جوهرية فعالة. أكد عوني أهمية الفصل بين تأثير الأحداث السياسية والأحداث الاقتصادية علي البورصة موضحا أن البورصة شهدت احتقانا شديدا خلال الأسبوع الماضي دفع المؤشر الي الهبوط خلال أغلب الجلسات بسبب الأحداث السياسية والترقب الشديد للأوضاع الحالية هذا بالاضافة إلي أن نتائج أعمال الربع الأول من عام2011/2010 لأغلب الشركات المدرجة في البورصة أظهرت خسائر كبيرة في ميزانيتها والتي حققت أرباح أعلنت أنها أرباح ناتجة عن عمليات بيع أصول أو غيرها. وأضاف البورصة تحتاج الآن الي المستثمر متوسط الأجل الذي يبحث عن استثمار جيد لأمواله وانتظار العائد خلال مدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة مشيرا الي أن المضاربة التي ظهرت في السوق خلال الأسبوع الماضي لا تعد مؤشرا سلبيا لأن المضاربة موجودة في كل بورصات العالم والمستثمر الذي يقوم بها يعلم جيدا أنها مثلما قد ينتج عنها أرباح هائلة قد تنتج عنها أيضا خسائر فادحة. ومن جانبه قال حسام أبو شاملة محلل فني بإحدي شركات التداول: إن جلسة أمس اتسمت بالبطء الشديد نتيجة انخفاض حجم التعاملات وانخفاض المؤشر جاء نتيجة طبيعية لعمليات جني الارباح الناتجة عن ارتفاع الأسعار خلال جلسة أمس الأول وبداية جلسة أمس. وأرجع حسام سبب انخفاض حجم التداول الي وجود تخوفات لدي المستثمرين من شراء أسهم شركات كبار رجال الأعمال في عهد النظام السابق والتي تمثل عددا كبيرا من الشركات المدرجة في المؤشر الرئيسي للبورصة بالاضافة الي التخوفات من شركات الاستثمار العقاري والشركات المرتبطة بها في القطاعات الأخري كشركات الأسمنت والحديد والبورسلين والبويات والنقل بسبب الجدل حول أوضاع أراضي المشروعات التي تم تخصيصها خلال السنوات الخمس الماضية. وحذر حسام صغار المستثمرين من ظهور الجيمات أو ما يسمي بعمليات المضاربة والتي تتسبب في ارتفاع قياسي في أسعار الأسهم الصغيرة والمتوسطة بصورة كبيرة لا تتناسب مع قيمتها الحقيقية ودون حدوث أحداث جوهرية وهو ماقد ينتج عنه خسائر فادحة للمستثمر الصغير الذي يتم استغلاله من قبل كبار المضاربين في السوق عن طريق الشائعات التي تنشر أخبارا مزيفة عن تلك الأسهم بهدف جذب الأنظار إليها. وأشار حسام الي أن هناك إقبالا ملحوظا علي الأسهم الضعيفة والرخيصة مما يعني انخفاض وعي المستثمر الذي لم يعد يهتم بمدي قوة الأوضاع المالية والادارية للشركات المدرجة للأسهم ولكنه أصبح يهتم فقط بالمضاربات ويبحث عن الربح السريع والذي غالبا ما يتسبب في ضياع أمواله.