انتهت الانتخابات وانعقد مجلس الشعب الذي اعتقد ان أعضاءه تم اختيارهم بشفافية بعيدا عن التزوير الذي كان علامة مميزة علي كل الانتخابات السابقة حيث قام المواطنون دون تأثير من أحد وبدون ضغط أو توجيه بالادلاء بأصواتهم وقالوا كلمتهم ليجلس النواب تحت القبة وليس لأحد سلطان عليهم اللهم الا ضميرهم مبتغين وجه المولي عز وجل ووجه الوطن, وهذا الاختيار الحر للأعضاء سيكون له بالقطع مردوده الايجابي علي أدائهم ولن يكون هذا الاداء كما كان الحال عليه في المجالس السابقة التي كنت عضوا بها علي مدي حوالي خمسة عشر عاما شاهدت خلالها العجب سواء من الجالس علي المنصة أو من زعيم الاغلبية الذي كان باشارة من أصبعه يقف هذا النائب ليقول كلاما معسولا للحكومة ويقف ذاك لكي يسفه ما تقوله المعارضة وبأذني سمعت رئيس الاغلبية يستحث أحد النواب الذي كان يقول إنه المدفعية المضادة للحكومة قائلا له واد.... ولا داعي لذكر اسمه قوم ياواد سكتهم وذلك بعد أن انفجر بعض نواب المعارضة يردون علي نائب من الحزب الحاكم متطاولا عليهم, واعتقد أن زعيم الاغلبية في المجلس الجديد لن يجرؤ علي أن يتعامل مع نواب حزبه أو مع احدهم بمثل ماذكرت وأعتقد ان أي نائب في المجلس الجديد لن يسمح لأي شخص أن يملي عليه رأيا أو يفرض عليه قولا لأن هذا النائب جاء إلي المجلس بجهده ولم يأت بالتزوير, كان الهمز واللمز والنميمة له جانب تحت القبة حيث تتقارب رؤوس ثلاثة نواب أو أربعة يتهامسون ويحكون حكايات ويقولون النكت بينما هناك وزير يجيب علي بعض الأسئلة أو يدلي ببيان مهم وازعم ايضا انه لن يكون هناك طابور للنواب يقف أمام الوزراء أثناء الجلسات وكل يرجو ويلح في الرجاء من أجل توقيع للوزير علي الطلبات الخاصة بأبناء الدوائر الانتخابية, كان المنظر في حد ذاته مشيرا للشفقة والمنصة تطلب من النواب الجلوس والوزراء يتدللون ولايوقعون, وأزعم اننا لن نشاهد الوزراء وهم يمصون قطع الملبس والشيكولاته ولن نري واحدا منهم يلتهم تفاحة. كما حدث مع وزير لم يكن يأبه لأحد ويتعامل مع النواب من أعلي لأن المنصة كانت راضية عنه, كما أننا لن نشهد وزيرا ينزل برأسه الي أسفل البنش لكي يتحدث في الموبايل أثناء الجلسة, واعتقد ان أحدا لن يفرض رأيه لكي تغير لجنة من لجان المجلس ما اتخذته من قرارات, وقد حدث أن اختارت إحدي اللجان رئيسا لها في مستهل الدورة البرلمانية ولما كان رئيس الاغلبية يريد شخصا بعينه رئيسا للجنة فانه أوحي لبعض اعضاء اللجنة لكي يعاد الانتخاب مرة أخري ووجد من وقع عليه الاختيار أولا نفسه في موقف لايحسد عليه واحتراما لذاته ولمكانته رفض ان يحضر جلسة التصويت الثانية ليفوز من ارادوا له الفوز وأزعم أن نواب المجلس الجديد لن يتكالبوا من أجل بعض المغانم الخاصة لأن هذا الأمر ولي إلي غير رجعة حيث العيون مفتوحة ترصد أي تجاوز وسيفكر أي مسئول ألف مرة قبل أن يوقع علي طلب فيه شبهة محاباة أو شبهة تربح واعتقد أن كل نائب جديد سيزن الامور وانه لن ينهي عن شيء هو يفعله كما كان الحال عندما قال أحد النواب ان الفساد للركب في المحليات ولكن تبين بعد ذلك أن الفساد كان يلحق به وبالعديد من أمثاله بل وكان منتشرا في كل جنبات الحياة كما أن سفريات الخارج ستكون بحساب ومقننة, ولن يسافر نائب عدة مرات إلي الخارج مثل النائب الذي كان قاسما مشتركا في كل سفريات الخارج لأنه كان يدفع مشتريات البعض من أعضاء اللجنة.