في تصعيد خطير للازمة السورية طلبت الجامعة العربية من الاممالمتحدة دعم الخطة العربية لحل الازمة السورية في مجلس الأمن, بينما سحبت دول الخليج مراقبيها من بعثة الجامعة في سوريا ومن جانبها انتقدت دمشق قرار الجامعة العربية بشأن الازمة. فقد قالت الجامعة العربية في بيان امس إن نبيل العربي الأمين العام للجامعة سيطلب من أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون السعي للحصول علي دعم مجلس الأمن لأحدث خطة عربية تهدف إلي حل الأزمة في سوريا. وأضافت أن العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي يرأس لجنة الجامعة العربية المعنية بسوريا بعثا رسالة إلي بان تتضمن تفاصيل خطة التوصل لحل سياسي من أجل انهاء العنف. وتطلب الرسالة عقد اجتماع مشترك بينهم في مقر الأممالمتحدة لإطلاع مجلس الأمن علي التطورات والحصول علي دعم المجلس لهذه الخطة. وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي: إن بعثة مراقبي الجامعة في سوريا لاتزال مستمرة في عملها..وإننا بانتظار رد الجانب السوري علي طلب الأمين العام نبيل العربي بتمديد مدة مهمة البعثة شهرا إضافيا. وردا علي سؤال حول قرار دول مجلس التعاون الخليجي بسحب مراقبيها من بعثة الجامعة في سوريا, شدد بن حلي- في تصريحات للصحفيين بمقر الجامعة عقب الاجتماع الطاريء لمجلس الجامعة علي مستوي المندوبين الدائمين- علي أن قرار إرسال مراقبين لسوريا أو سحبهم هو قرار سيادي لكل دولة عربية'. وقال إن البروتوكول الموقع بين سوريا والجامعة يسمح بالاستعانة بمراقبين من دول إسلامية ودول صديقة..ولكننا قادرون علي تعويض نقص المراقبين في الوقت الحالي من الدول العربية. وأكد أن دول مجلس التعاون ستبقي ملتزمة بدعم بعثة المراقبين وستوفي بالتزاماتها المالية تجاهها, مشيرا إلي أن عدد مراقبي دول الخليج في البعثة يبلغ55 مراقبا. ومن جانبه, قلل سفير قطر بالقاهرة مندوبها الدائم لدي الجامعة العربية السفير صالح عبدالله البوعينين من أي مخاوف قد تترتب علي قرار سحب دول الخليج مراقبيها من سوريا.. قائلا' إن هذا لا يمنع أننا مستمرون في دعم البعثة ماديا ولوجستيا'. وحول الأسباب التي دفعت دول مجلس التعاون إلي أن تحذو حذو المملكة العربية السعودية في قرارها بسحب المراقبين, قال البوعينين: إن الظروف السياسية تتغير يوما بعد يوم.. ولكن المهم أن القرار لن يؤثر سلبا علي عمل البعثة فهي مستمرة وستحظي بالدعم المادي واللوجيستي. وانتقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ما تضمنه قرار اللجنة الوزارية العربية حول بلاده, مشيرا إلي أن الجامعة العربية كانت تعلم مسبقا بأن سوريا لم تقبل بمشروع القرار الذي قدمته. واتهم المعلم- في مؤتمر صحفي عقده امس بعض العرب( لم يسمهم) بأنهم ينفذون مراحل المخطط الذي اتفقوا عليه وبالالتفاف علي تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب إلي سوريا. واعتبر وزير خارجية سوريا وليد المعلم التوصيات العربية بأنها تدخل' سافر' بشئون سوريا الداخلية. وأكد المعلم مجددا أن هناك مؤامرة تحاك من قبل الدول العربية ضد بلاده, منتقدا بشدة موقف دول الخليج العربي تجاه تدويل الأزمة, مشيرا إلي أنه تم إنجاز الدستور وسيعرض علي الاستفتاء خلال أسبوع. وأردف قائلا' إن تجميد عضويتنا في الجامعة العربية لا يجعلنا شهداء زور علي قرارات دول الخليج'. ومن جانبها وجهت موسكو رسالة إلي دمشق تعد الأقوي من نوعها منذ بدء الأزمة, طالبت فيها الرئيس السوري بشار الأسد بوقف العنف وبدء تنفيذ الإصلاحات وإجراء الانتخابات, وشددت علي أنها قد لا تستمر بالوقوف إلي جانبه. وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي, ميخائيل مارجيلوف- في تصريح لوكالة أنباء' نوفوستي'- إن اعتراض روسيا باستخدام حق الفيتو علي مشروع قرار بشأن سوريا قدم إلي مجلس الأمن الدولي في وقت سابق كان آخر وسيلة سمحت لبشار الأسد بالحفاظ علي الوضع القائم, دوليا, وإنها إشارة جادة من جانب روسيا إلي الرئيس السوري علي أننا استنفدنا وسائل من هذا النوع باستخدام حق الفيتو حينذاك'. وأضاف أن معني هذه الإشارة أن القيادة السورية يجب أن توقف العنف وتبدأ بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وتجري الانتخابات الحرة, مشيرا إلي أن هذا ما يجب أن تفعله القيادة السورية اليوم علي الفور, وإن كانت ثمة حاجة إلي ذلك أمس وأول أمس أيضا. وأكد المبعوث الروسي أن بلاده لا تزال ترفض التدخل في شئون سوريا لأنها واثقة من أن الشعب السوري يستطيع أن يحل مشاكله من خلال الاعتماد علي الذات بالطرق السلمية وفي إطار الحوار السياسي, لافتا إلي أن روسيا تتابع باهتمام تطورات الوضع في سوريا وتتناول مواقف القوي السياسية السورية كافة بالتحليل, وتدعو إلي حسم التناقضات بالطريق السلمية. وندد مارجيلوف بدعوات بعض ممثلي المعارضة السورية- خلال لقائهم مع وزير الخارجية سيرجي لافروف ونائب رئيس المجلس الفيدرالي الروسي إلياس أوماخانوف- إلي عدم خوض المحادثات مع النظام الحاكم', ووصفها بأنها' دعوات لامسئولة وتحريضية علي خلفية الوضع الدراماتيكي في سوريا', مشيرا إلي أن الأزمة السياسية لا يمكن حلها عندما لا يريد الطرفان أن يستمعا إلي بعضهما البعض'.