تعلو نبرة العتاب لتصل إلي حد الغضب من الاشقاء العرب بسبب مواقف لم تعد خافية أو مكتومة, ولن نسترسل في شرح تفاصيل التاريخ القريب والبعيد وكلها تشير لعطاء بلاحدود قدمته مصر ولاتزال من أجل قضايا الامة العربية التي عرفت وأدركت هويتها وحصلت علي استقلالها ونهضتها بفضل الدماء المصرية التي سالت في الحروب المتعاقبة واستنزفت فيها الثروات الهائلة فتراجع الجنيه المصري الي نصف قيمة العملات الخليجية بعد ان كان يفوق الاسترليني واكبر قيمة من الجنيه الذهب قبل ثورة عام1952 ولكننا مع ذلك كله نرفض العودة لما كان يحدث في الماضي من حملات اعلامية متبادلة بين مصر وبعض الاشقاء علي خلفية القضايا السياسية والاقتصادية التي سرعان ماتنتهي بتدخل القادة ومن ثم تصدر التعليمات فتصمت الاقلام انتظارا لقرارات تصدر ولقاءات تتبادل فيها القبلات!! الحكاية هذه المرة ليست بين حاكم مصر ونظام عربي اخر ولكنها بكل تأكيد بين شعب مصر الذي قام بثورة يناير ويعاني من مخاض ولادة جديدة لتأسيس الدولة المدنية الحديثة وبين مفاهيم لدي بعض الاشقاء خاصة في الخليج تحتاج إلي سرعة المراجعة والتصحيح الاسئلة العاجلة التي نطرحها تدور حول ما اذا كان الاشقاء قد قرروا بالفعل معاقبة الشعب المصري علي ثورته وهل قرروا ايضا الغاء التاريخ والجغرافيا والرصيد الحضاري الذي يجمعهم مع الشقيقة الكبري التي طالما تغنوا باهميتها وبانها الدرع الحصين للعرب أين ذهبت وصية الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة السعودية ووصية الشيخ زايد مؤسس دولة الامارات وغيرهما من زعماء وقادة مجلس التعاون الخليجي الذي قرر معها في اخر اجتماع له بالرياض انشاء صندوق خاص لدعم اقتصاد الاردن والمغرب متناسيا الشقيقة الكبري مصر الخطأ استراتيجي هذه المرة بل هو خطيئة كبري سوف يذكرها التاريخ الحديث عندما تشكو مصر من ازمة اقتصادية في حين تذاع ميزانيات الدول الخليجية وقد حققت فائضا ماليا يتجاوز عشرات المليارات من الدولارات نتيجة ارتفاع سعر البترول الذي كان بالمناسبة اقل من ثلاثة دولارات قبل حرب اكتوبر عام1973 والتي خاضتها مصر فكانت سببا في ارتفاعه السريع ليصل الان الي مايقرب من مائة دولار واكثر للبرميل الواحد لا نحتاج للقول باننا لا نحسد الاشقاء ولا نغضب لمساعدة الاردن والمغرب ولكن مصرالتي لم تنكسر امام اعتي الدول طوال تاريخها لن تقبل بشروط وضغوط من احد ايا كان مصر ياسادة سوف تبني نفسها وبأيدي ابنائها والهوة الواسعة والسحيقة التي يحفرها بعض الاشقاء ستكون خطرا عليهم في القريب العاجل.. والايام بيننا