سقطة جديدة للرياضة المصرية خارج الحدود تؤكد العشوائية والفوضي التي تدار بها من جانب المسئولين وبفارق صوتين.. فازت مدينة تراجونا الإسبانية باستضافة دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام2017. في الجمعية العمومية التي عقدت أمس بمدينة مرسين التركية برصيد36 صوتا مقابل34 صوتا لمدينة الإسكندرية لتتفوق القارة الأوروبية التي تضم17 دولة من دول حوض البحر المتوسط مقابل سبع دول لقارتي آسيا وإفريقيا. يبرر بعض أعضاء الوفد الرسمي البالغ عدده23 فردا بعد انضمام الدكتورة منيرة مرقص عضوة اللجنة الفنية بالاتحاد الدولي لكرة اليد للوفد أمس أن الخسارة جاءت بعد تخلي دولتي ألبانيا ومالطة عن الوعد الذي قطعه مندوب كل منهما بمنح أصواتهما البالغة عدد ستة أصوات لصالح الإسكندرية.. إلا أنهما خلال الاقتراع وجهتا أصواتهما إلي تراجونا. خسارة الإسكندرية لاستضافة الدورة يعد المسمار الأخير في نعش حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة والذي كان يعقد كل الآمال للفوز بشرف التنظيم لضمان التجديد له بنسبة كبيرة.. والأن أصبح يوم30 أكتوبر الجاري آخر يوم له في المجلس القومي.. وبعد عودته من تركيا سوف يقوم بجمع أوراقه ومتعلقاته الشخصية مع تستيف أوراقه قبل الرحيل. الخسارة كانت متوقعة بعد أن ترك صقر حرية الترويج للملف لمحمود أحمد رئيس اللجنة الأوليمبية الذي سافر للعديد من الدول لترويج الملف مع تغيير بعض أفراد الوفد بعد تحمل نفقات السفر هاني شكري عضو المجلس القومي للرياضة.. وبعد أن فطن صقر أن الموقف ضعيف قام بالسفر إلي بعض الدول العربية للترويج للملف للحصول علي أصواتها. وكان أكبر نقد وجه للوفد الرسمي أثناء الاقتراع وجود23 فردا يمثلون الإسكندرية في التصويت وكأن صقر وافق علي سفر هذا العدد للاحتفال بالفوز دون النظر إلي ما سوف يسفر عنه الاقتراع. الغريب أن صقر اختفي عن الأنظار بعد إعلان النتيجة وبحث عنه بعض رجاله الذين رافقوه في الرحلة الترفيهية إلي تركيا. ميزانية الملف تكلفت800 ألف يورو بواقع سبعة ملايين جنيه حصلت عليها الشركة الألمانية التي أعدت الملف والتي يتردد أن أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق هو الذي تعاقد معها بالتعاون مع حسن صقر صديقه.. وهي نفس الشركة التي تولت ملف مصر في تصفيات كأس العالم2010 وحصلنا علي صفر.. بخلاف ما تحمله المجلس القومي من سفر بعض الأفراد والشخصيات إلي الدول المتوسطية, فضلا عن قيمة ما تحملته الدولة من سفر عدد أعضاء الوفد الذي سافر إلي تركيا علي دفعات. العجيب أن الشركة الألمانية بعد أن أعدت الملف وحصلت علي المقابل المادي اتفقت علي الحصول علي400 ألف يورو في حالة فوز الإسكندرية بالتنظيم, ولذلك فإن حسن صقر ورفاقه لابد أن يحاسبوا علي الأموال التي أهدروها من مال الشعب دون فائدة, فضلا عن اصراره وتعمد مسئولي المجلس القومي للرياضة واللجنة الأوليمبية خداع الرأي العام بالتأكيد علي أن الإسكندرية سوف تنظم الدورة المتوسطية بعد استضافة مدينة مرسين دورة2013 بدلا من أثينا اليونانية والتي كانت تتنافس علي استضافة دورة2017 بالإضافة إلي أن الظروف خدمتنا باندلاع الأحداث بليبيا واستبعاد طرابلس من المنافسة.. وأصبح أمامنا تراجونا فقط.. ورغم ذلك خسرنا.