اختتمت أمس بالعاصمة اللبنانية بيروت فعاليات القمة العربية الاقتصادية التنموية الاجتماعية في دورتها الرابعة بإعلان بيان بيروت, حيث أكدت مصر, في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية سامح شكري نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي, أهمية العمل العربي المشترك لوضع إستراتيجيات وبرامج عملية وملموسة لتحقيق التنمية العربية الشاملة والمستدامة. وأشارت مصر إلي التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه شعوب منطقتنا العربية, وعلي رأسها قضية مكافحة الفقر والبطالة, لافتا إلي أن الفقر والبطالة يمثلان أرضية خصبة لقيام قوي التطرف باستهداف المجتمعات ونشر الفوضي والانقسام بين أفرادها. وشددت مصر علي أهمية الاستثمار في الموارد البشرية العربية, والنهوض بمستوي الخدمات التعليمية والصحية المقدمة للأفراد, ليس فقط من أجل تحقيق التنمية وبناء اقتصاد عربي قوامه المعرفة, وإنما أيضا باعتبار ذلك قضية أمن قومي بامتياز وآلية أساسية لمكافحة التطرف والإرهاب وتدعيم الاستقرار في المنطقة. وقال وزير الخارجية إن الأمل معقود علي القمة العربية التنموية كي تسهم في الخروج برؤية مشتركة حول أولويات العمل التنموي في المنطقة. وقال إن موضوع الطاقة أحد الملفات الرئيسية باعتباره من أهم أولويات العمل التنموي في المنطقة العربية, إذ تشير التقديرات إلي أن الطلب علي الكهرباء في المنطقة العربية سيزيد بنسبة84% في عام2020, وهي زيادة ضخمة لا يمكن مواجهتها إلا في إطار جهد عربي مشترك سيكون في القلب منه العمل علي تعزيز الربط الكهربائي بين الدول العربية. وأكد شكري حرص مصر علي دعم كل جهد عربي في مجال الطاقة, واستعدادها الكامل لنقل الخبرة المصرية في هذا المجال, خاصة بالنسبة لدعم البنية الأساسية لتجارة الكهرباء فيما بين الدول العربية, تمهيدا لإنشاء سوق عربية مشتركة, تكون قادرة علي تلبية احتياجات الدول العربية, ومؤهلة في الوقت نفسه للربط مع منظومة الكهرباء الأوروبية ووضع الوطن العربي علي خريطة الطاقة العالمية. وقال: إنني واثق أنكم جميعا قد تابعتم مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في بداية العام للارتقاء بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الأكثر احتياجا في قري مصر, وإن هذه المبادرة تمثل نموذجا للشراكات التنموية التي يتطلع المواطن العربي إلي قمتنا هذه لكي تطلقها, وتترجم فعالياتها إلي إنجازات يلمسها المواطن في كل مدينة وقرية عربية. يأتي ذلك فيما أكد القادة العرب ورؤساء الحكومات في ختام أعمال القمة العربية الاقتصادية والتنموية في دورتها الرابعة أمس في بيروت, ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة وما أعقبها من تدمير للاقتصاد الفلسطيني وبنيته التحتية, مؤكدين إيمانهم بالمسئولية العربية والإسلامية الجماعية تجاه القدس بغية الحفاظ علي الهوية العربية والإسلامية والمسيحية للقدس الشريف.