ارتبط شهر رمضان بعادات يحرص أهالي القري بجميع مراكز محافظة سوهاج علي القيام بها ولا تكتمل فرحتهم بحلول هذا الشهر الكريم إلا بممارسة تلك العادات وأهمها إقامة السرادقات واستضافة المقرئين والمنشدين لتلاوة القرآن الكريم, فضلا عن إقامة موائد الإفطار وسهرات السمر عقب صلاة التراويح بالدواوين ودعوة البنات المتزوجات وأزواجهن وأبنائهن لتناول إفطار أول أيام رمضان في بيت العائلة والتي تضفي علي أبناء القري أجواء من المودة والألفة وتظل عالقة في أذهانهم حتي يأتي رمضان القادم. يقول الحاج أحمد جادالله: من العادات الرمضانية التي تميز قري سوهاج حرص العائلات علي إحياء ليالي الشهر المبارك بإقامة السرادقات واستضافة المقرئين والمنشدين لتلاوة القرآن الكريم عقب صلاة العشاء والتراويح وحتي أذان الفجر في جو إيماني يكتمل بالتواشيح والأناشيد الدينية التي تملأ المكان بنفحات رمضانية تضفي علي النفوس راحة نفسية كبيرة وأجواء إيمانية غاية في الروعة. يضيف السيد محمد ظريف بالمعاش أن شهر رمضان له مذاق خاص عندما يتجمع أفراد القرية من مختلف العائلات لسماع آيات القرآن الكريم والتواشيح والابتهالات الدينية طيلة ليالي رمضان حيث يتم ختم القرآن في آخر ليالي الشهر الفضيل مما يضفي حالة من السكينة والطمأنينة في النفوس وهذه العادة ورثناها عن أجدادنا منذ القدم لكي ننهل من نفحات ورحمات الشهر الذي ننتظره من العام للعام, مشيرا إلي عادة أخري تميز أهالي القري السوهاجية حيث تتبادل العائلات إقامة موائد الإفطار بالدواوين ودعوة الأهل والأقارب والجيران إليها. ويوضح علي صديق عبد الجليل مزارع أن الكثير من العائلات بالقري عقب صلاة العشاء والتراويح تفتح الدواوين لاستقبال الضيوف وتناول المشروبات الرمضانية والحلوي التي تميز شهر رمضان مثل الكنافة والقطائف في سهرات سمر تمتد إلي ساعات متأخرة من الليل يتم خلالها تبادل الأحاديث مع كبار السن والاستماع اإلي الذكريات في جو عائلي بهيج, مشيرا إلي حرص الأسر علي تعليق زينة رمضان علي واجهات المنازل ابتهاجا بقدوم هذا الشهر الكريم. فيما يوضح الشيخ إبراهيم فرغلي قاسم إمام وخطيب بالأوقاف أن من عادات وتقاليد أهالي القري بسوهاج إقامة السهرات الرمضانية في معظم الدواوين والاستماع إلي القران الكريم والأحاديث الدينية حتي صلاة الفجر, مشيرا إلي أن هذه السهرات ساهمت في إنهاء العديد من الخصومات والنزاعات بين أبناء العمومة وكذلك ساهمت في الحد من الخلافات بين أبناء القري المجاورة.