تحقيق : حسن بخيت – يحظى شهر رمضان بمكانة خاصة لدى الأسرة المصرية بصفة عامة ولدى الأسرة في صعيد مصر بصفة خاصة، فتستقبل الأسر والعائلات هذا الشهر بفرحة غامرة وبنفوس مؤمنة ومشاعر مبتهجة ، ومنذ أيامه الأولى والأسرة المصرية تعيش في أجواء احتفالية مغايرة حيث تدب حركة غير معتادة في الشوارع كما تنشط المحلات التجارية والأسواق حتى ساعات متأخرة من الليل ، كما تتجلى في هذا الشهر مظاهر المحبة والإخاء بين الناس ، وتتنوع الطقوس والعادات الرمضانية التي تضفي على أيام وليالي رمضان خصوصية وصبغة إيمانية ودينية وإنسانية فتجد أفراد الأسرة الواحدة يحرصون كل الحرص على تقسيم أوقاتهم خلال شهر رمضان المبارك بين العبادة وقراءة القرآن وزيارة الأهل والأقارب . "االزمان المصري " ترصد العادات الرمضانية وروحانيات الشهر المبارك بقرية الشيخ ذين الدين بمدينة طهطا _ محافظة سوهاج بصعيد مصر والتقت بعدد من أهالي " عائلة بيت اعمر " أكبر عائلات القرية ، والذين تحدثوا عن الأجواء الرمضانية ، وكيف يقضون وقتهم في أيام وليالي الشهر الفضيل . في البداية يقول " حسن بخيت " شهر رمضان شهر عبادة ورحمة ومودة تتنزل فيه الخيرات وتعم فيه البركات والنعم وتسود فيه المحبة بين أفراد الأسرة والعائلة والمجتمع ، وحول كيفية قضاء أوقاته في رمضان قال : أحرص دائما على أداء الصلاة جماعة في المسجد ، وأخصص وقتا بعد كل صلاة لقراءة القرآن وبعد صلاة التراويح أحرص على تناول الشاي وسماع القرأن الكريم والتحدث مع أفراد العائلة بدوار العائلة " المنضرة " وعبر" أحمد عمر" عن ارتياحه لمحافظة أهالي عائلة " بيت اعمر " على بعض العادات الجميلة واهتمامهم بإحياء العديد من أعمال الخير والبر خلال شهر رمضان المبارك ومن أبرز هذه العادات تجمع أفراد العائلة على مائدة الإفطار الجماعي بالمنضرة ( دوار العائلة ) وهي عادة حميدة لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا وكذلك التجمع بعد صلاة التراويح لتناول الشاي والحلوي والوجبات الرمضانية وتبادل الأحاديث والحكايات ومناقشة الأمور التي تخص حياتنا اليومية. أما " محمود حسن " فأشار إلى أن شهر رمضان شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار وعلى الإنسان المسلم أن يحافظ على صلاة الجماعة ويكثر من النوافل ومن تلاوة القرآن والتصدق على الفقراء والمساكين ولو بالقليل أما ليالي رمضان فلها طابع خاص من خلال التجمعات العائلية والأخوية بدايةً من تناول الفطور وأداء صلاة التراويح وتخصيص بعض الوقت للاستماع إلي القرآن الكريم من شيخ المنضرة " فضيلة القاري الشيخ هشام دريش ، واستغلال وقت آخر الليل في أداء سُنن القيام والتهجد ، وتلاوة القرآن ، ومن ثم تناول وجبة السحور مع الأهل . ويقول " محمد حسن بخيت " : يعود إلينا شهر رمضان في كل عام بجمال روحانياته ليجدد فينا روح الأمل ويعم علينا بخيراته وبركاته فهو شهرٌ ليس كباقي الأشهر ، فقد خصنا به رب البرية ليقوي فينا حبل التآلف ويجلي القلوب ويقربها من بعضها وهذا ما يحدث عندما يجتمع الأهالي على مائدة واحدة في الإفطار الجماعي والجلسات الليلية لتنعكس روحانية الشهر الفضيل بصورتها الحقيقية ، وها هي أيام شهر رمضان تمضي على عجالة ، فعلينا استغلال أيامه ولياليه بالتقرب إلى الله بالصلاة وتلاوة القرآن ، وصلة الأرحام والتصدق على الفقراء والمساكين .