يتطوع الأهالي ويتدافع الشباب.. ويتعاون الفتيان لتنظيف المكان من الأحجار والدبشلبسط الشارع أسفل السجاجيد والكليملتهيئة الأرض لفرش السرادقات.. وفي مناطق أخري تظهر الأواني الكبيرة الخاصة بالولائم المعدة لهذا الغرض..إنها طقوس الأهالي بالقري في سوهاج.. الجميع يكمل مسيرة ما بدأه منذ بداية شهر الصوم لإحياء ليالي رمضان المبارك. و تزداد إضاءات دوار العائلات الكبيرة.. صاحبة الأسماء والأنساب الشهيرة بالخير طوال العام في سوهاج ومجاوريها..و تقوم العائلات بإقامة السرادقات واستضافة المقرئين والمنشدين لتلاوة القرآن الكريم عقب صلاة العشاء والتراويح وحتي أذان الفجر في جو إيماني يكتمل بالتواشيح والأناشيد الدينية التي تملأ المكان بنفحات رمضانية توراثتها الأجيال جيل بعد جيل حتي أصبحت من العادات الرمضانية التي تميز قري سوهاج. يقول حمدي مرزوق العشر الأواخر في شهر الصوم.. بقرية الشيخ مسعود بمركز طهطا لها مذاق خاص عندما تتجمع الأهالي من مختلف العائلات لسماع آيات القرآن الكريم والتواشيح والابتهالات الدينية حتي ومن فاته التجمع منذ بداية الشهر طيلة ليالي رمضان من الصعب جداألا يدرك ختم القرآن في آخر ليالي الشهر الكريم مما يضفي حالة من السكينة والطمأنينة في النفوس وهذه العادة ورثناها عن أجدادنا منذ القدم لننهل من نفحات ورحمات الشهر الذي ننتظره من العام للعام. يضيف الحاج أحمد عامر رمضان سوهاج والعشر الأواخر من رمضان.. يعني التجمعات العائلية حول موائد الطعام وتبدأ من أول أيام الشهر الكريم حيث تتبادل العائلات إقامة هذه الموائد عند ساعة الإفطار والسحور يعقبها صلاة العشاء والتراويح ثم الاستماع للقرآن الكريم والابتهالات الدينية بالقرية في جو من المحبة والتقرب إلي الله ويستمر هذا الأمر حتي نهاية ختم القرآن الكريم في آخر ليلة من ليالي الشهر الكريم. يشير الشيخ مصطفي شهاب من علماء من قرية الشيخ مسعود- إلي أن أهالي قرية الشيخ مسعود يعيشون أجواء روحانية طوال الشهر الكريم وتتلي فيه آيات القران في أغلب الدور ويتجمع فيها الأهل والجيران من القرية وبعض الأهالي من القري المجاورة حيث إن هذا الشهر هو فرصة للتقارب لله وهو شهر الرحمة والمغفرة مؤكدا أن ترقب ليلة القدر والنظر إلي السماء وأصوات الأدعية قبل الفجر وبعده روح سامية ومشاعر حقيقية لا توصف في سوهاج نعيش في نعمها وكلما مرت ليلة من العشر الأواخر نحزن لسرعة مرور الأيام الجميلة.