أعلنت حركتا فتح وحماس الفلسطينيتان أمس أنهما تغلبتا علي خلافاتهما مما يمهد الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة وتحديد تاريخ لإجراء انتخابات عامة. وجرت صياغة الاتفاق في مصر. وفاجأ كثيرا من المسئولين بسبب الخلافات العميقة بين الحركتين حول حل النزاع الممتد لأجيال مع إسرائيل. وتوصل الجانبان إلي الاتفاق بعد سلسلة من الاجتماعات السرية بحسب المصادر الفلسطينية لكن وفديهما وصلا إلي القاهرة أمس الأول. وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس في غزة إن الجانبين وقعا الاتفاق بالأحرف الأولي وإنه تم تجاوز جميع نقاط الخلاف. وأضاف أن القاهرة ستوجه قريبا الدعوة للجانبين لحفل توقيع. وكانت مصر التي ترعي المفاوضات بين الفصيلين هي أول من أعلن عن الاتفاق. وقالت في بيان إن الاتفاق توصل إليه وفد حماس برئاسة موسي أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة ووفد فتح برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد. وجاء في البيان' أسفر اللقاء الذي جمع حركتي حماس وفتح في القاهرة أمس عن تفاهمات كاملة حول كافة النقاط محل البحث بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية ذات مهام محددة وتحديد موعد الانتخابات.' وأضاف البيان أن التوصل إلي الاتفاق' يتيح الفرصة أمام مصر للدعوة لعقد لقاء شامل يضم كافة التنظيمات والقوي والفصائل الفلسطينية للتوقيع علي اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني في القاهرة خلال الأيام القليلة القادمة. وقال مصدر في حماس لرويترز بعد الجلسة إن الجانبين' توصلا إلي صيغ توافقية علي الملفات المعلقة من المفاوضات التي أجريت في السابق في القاهرة.' وأضاف' هذه الملفات هي ملف تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وملف الانتخابات الرئاسية والتشريعية وملف تشكيل الأجهزة الأمنية.' وقال إن من المتوقع توقيع الاتفاق الجديد في القاهرة خلال أيام. في غضون ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يمكنه أن يأمل بإبرام اتفاق للسلام مع إسرائيل إذا مضي قدما في اتفاق المصالحة مع حركة حماس. وقال نتنياهو بعد إعلان حماس وفتح أنهما تجاوزتا خلافاتهما' علي السلطة الفلسطينية أن تختار إما السلام مع إسرائيل أو السلام مع حماس. ليس من الممكن قيام سلام مع الإثنين. حماس تسعي لتدمير إسرائيل وتطلق صواريخ علي مدننا.. علي أطفالنا. كما أصدر نتنياهو تعليمات واضحة إلي الجيش الإسرائيلي والجهات الأمنية الآخري باستمرار الاستعدادات المطلوبة لضمان ضبط الحصار البحري علي قطاع غزة. وجاءت تصريحات نتنياهو خلال اجتماع اللجنة الوزارية السباعية أمس والذي عقد لأول مرة لمناقشة قضية الحملة البحرية القادمة لفك الحصار عن قطاع غزة( أسطول الحرية2). وذكرت صحيفة( هآرتس) الإسرائيلية أن نتنياهو أصدر تعليمات أيضا لوزارة الخارجية باستمرار الجهود الدبلوماسية من أجل وقف الاسطول. وأشارت إلي أن الحكومة الإسرائيلية لم توضح بعد إذا كانت ستتصرف مع الحملة القادمة كما تصرفت مع سابقتها( أسطول الحرية1) وتقوم بوقفها بالقوة. وأوضحت الصحيفة أن سياسة الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق في محاولة فك الحصار البحري علي قطاع غزة لم تتغير بالرغم من الجهود الدبلوماسية الكبيرة المبذولة في هذا الاتجاه.