أثار استخدام الولاياتالمتحدةالامريكية الطائرات بدون طيار الدرون لتنفيذ الإعدام في أشخاص مطلوبين من جانب جهاز المخابرات الأمريكية( سي أي ايه) دون ان يمر ذلك علي المحاكم الأمريكية استياء وحيرة المراقبين. فالقيام بعمليات اغتيال منتظمة لسنوات عديدة في دول مثلأفغانستانوباكستان واليمن والصومال تحول الرئيس الأمريكي الي( القاتل) العام للقوات المسلحة, الي جانب خلق قانون خاص به ينفذه حيثما يشاء عندما يتعلق الأمر بالشعوب البعيدة! وبالتالي تبنت أمريكا الإعدام خارج نطاق القضاء علي أراض أجنبية, ويشمل ذلك الضربات الجوية التقليدية علي الأهداف التي تحددها أمريكا في الخارج, أو صواريخ كروز التي تطلقها السفن الأمريكية أو عن طريق استخدام الطائرات بدون طيار لمنع الخسائر البشرية بين الأمريكيين. ونفذت الحكومات الأمريكية المتعاقبة هذه العمليات مع القليل من المناقشة بشأن مدي قانونيتها. وقد دشنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن برنامج الاغتيال من خلال الطائرات بدون طيار في أكتوبر عام2001 في أفغانستان ثم وسعه ليشمل اليمن عام.2002 وفي ظل إدارة أوباما كان لدي البيت الأبيض( قائمة للاغتيالات) من خلال استخدام الطائرات بدون طيار, وهو البرنامج الذي اتسع تسعة أضعاف في عهد باراك أوباما, مع تنفيذ المزيد من الهجمات في باكستان واليمن وليبيا والصومال وأفغانستان والعراق ومناطق الحرب السورية. وكان نداء التكنولوجيا هو الذي سمح للطيارين بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية او قيادة العمليات الخاصة المشتركة أو سلاح الجو الأمريكي للجلوس بأمان أمام شاشات الفيديو بولاية( نيفادا) أو في أي مكان أخر في الولاياتالمتحدةالأمريكية لقتل شخص في النصف الآخر من العالم, وكل هذا من أجل الشعب الأمريكي الذي يقبل بسهولة بالخسائر البشرية الأمريكية, والكونجرس الذي لا يفضل أن يكون مسئولا عن قرار الحرب. وقد سمح برنامج( الاغتيالات) أو الطائرات بدون طيار للرئيس أوباما بالتوسع في الحرب علي الإرهاب أكثر من أي وقت مضي في التاريخ الأمريكي دون الوقوع في مشكلة إصابة الجنود الأمريكيين أو حتي الاضطرار للحصول علي موافقة الكونجرس لشن الحرب! وللأسف كانت الطائرات بدون طيار أوقعت أمريكا في مشكلة استهداف الأشخاص الخطأ, فعلي مدي السنوات السبع الماضية كان عدد المدنيين الذين قتلتهم الطائرات بدون طيار قد تصاعد والأرقام الفعلية من الصعب الحصول عليها. وهناك عدة أسباب وراء وفاة المدنيين في هذه الهجمات أولها أن المعلومات الإستخباراتية عن الشخص المستهدف غالبا ما تكون خاطئة, كما أن تلك الطائرات تقتل عددا أكثر بكثير من الأشخاص المستهدفين, كما غالبا ما تحتاج الي القصف لعدة مرات لاستهداف العناصر المحددة حيث أسفرت محاولات لقتل41 رجلا في وفاة ما يقدر بنحو1147 شخصا اعتبارا من نوفمبر.2014 وفي بعض الأحيان تخطيء الطائرات بدون طيار الهدف لأنها لا تستطيع التفرقة بين النشاط العسكري وحفل الزفاف في المناطق الريفية المصحوبة بإطلاق النار الاحتفالي فيتم استهداف الزفاف بدلا من الإرهابيين وهو ما حدث في أفغانستانوباكستان بشكل متكرر.! ومن المفارقات الغريبة ان صحيفة( نيويورك تايمز) نشرت أنباء عن أن المخابرات الأمريكية رأت ثلاثة رفاق يقومون بقفزات فاعتقدت أنها أمام معسكر تدريب للإرهابيين, مما يكشف الأخطاء الفادحة التي تقع فيها المخابرات الأمريكية! وهكذا فان جون كيري وزير الخارجية الأمريكي لم يكن صادقا تماما عندما قال عام2013 أن الطائرات بدون طيار لا تستهدف أهدافا إرهابية إلا بعد التدقيق لفترة طويلة من الزمن! ومن مساويء الطائرات بدون طيار أنها لا تقتل فقط المدنيين بما في ذلك النساء والأطفال, ولكنها تدمر أيضا المباني وغيرها من الممتلكات. وعلي سبيل المثال يقول مكتب الصحافة الاستقصائية في باكستان ان60% من جميع الهجمات للطائرات بدون طيار تستهدف المباني المحلية والبنية التحتية. والأسوأ من ذلك, يقول العديد من المراقبين ان المنظمات الإرهابية استخدمت الخوف والغضب الناجمين عن استخدام أمريكا للطائرات بدون طيار كأداة لتجنيد مقاتلين جدد, وبالتالي نجحت تنظيمات مثل داعش والقاعدة في ضم مجندين باكستانيين ويمنيين إليها وهما الدولتان اللتان تستخدم أمريكا الطائرات بدون طيار فيهما بكثافة. والهجوم بالطائرات بدون طيار عبارة عن عمليات سرية تفتقر الي الصراع المنتظم والمستدام بين الجيوش والذي يميز الحرب بالمعني القانوني,وبالتالي فان الشرق الأوسط هو المنطقة الوحيدة الذي تستخدم فيها الولاياتالمتحدة( القتل المستهدف) خارج نطاق الحرب بمعناها المعروف, كما ينشر الجيش الأمريكي الطائرات بدون طيار في أجزاء من أفريقيا.