حذر كريستوف هينز المحقق الدولي ومقررالامم المتحدة الخاص بشأن الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات متعجلة أو تعسفية أن سياسة الولاياتالمتحدة التي تتعلق باستخدام هجمات الطائرات بدون طيار في عمليات الاغتيال والقتل تهدد القانون الدولي وقد تشجع دولا أخرى على أن تضرب بالقانون الدولي عرض الحائط . ونقلت ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الخميس عن هينز المحقق بالأممالمتحدة قوله في كلمة له خلال جلسة نظمها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (أكلو) إن سياسة الولاياتالمتحدة من استخدام هجمات الطائرات بدون طيار لتنفيذ عمليات القتل المستهدف يمثل تحديا كبيرا لنظام القانون الدولي الذي يعاني منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال إن هناك مخاوف من أن برامج باراك أوباما لوكالة المخابرات المركزية التي تديرها في باكستان واليمن وأماكن أخرى سوف تشجع الدول الأخرى على أن تضرب بقانون حقوق الإنسان الدولي الراسخ عرض الحائط.
وذكرت الجارديان أنه في أقوى نقد للهجمات الأمريكية التي تنفذها الطائرات بدون طيار، أعرب هينز عن اعتقاده بأن بعد تلك الهجمات قد تشكل جرائم حرب.
بدوره، وفي الجلسة نفسها، دعا سفير باكستان لدى الأممالمتحدة في جنيف زامير أكرم إلى اتخاذ إجراءات قانونية دولية لوقف "النتائج العكسية" التي تتسبب بها الهجمات الأمريكية التي تنفذها الطائرات بدون طيار في بلاده.
وقال هينز، وهو أستاذ في القانون بجنوب أفريقيا:"هل علينا القبول بتغييرات كبيرة في النظام القانوني الدولي الموجود منذ الحرب العالمية الثانية ونجا من التهديدات النووية؟"، مضيفا أن بعض الدول وجدت أن عمليات القتل المستهدفة جذابة للغاية وأن دولا أخرى قد تفعل ذلك في المستقبل".
وأضاف "إن عمليات القتل قد تكون مشروعة في نزاع مسلح ولكن العديد من عمليات القتل المستهدف أن يتم بعيدا عن المناطق التي هي مناطق نزاع مسلح مسلم بها"، وانه إذا "كانت هناك هجمات ثانوية للطائرات بدون طيار على رجال الإنقاذ الذين يساعدون المصابين بعد هجوم طائرة بدون طيار الأولية،فإن تلك الهجمات الإضافية تشكل جريمة حرب".
وقال أكرم أن هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية قتلت أكثر من ألف من المدنيين في باكستان. "وإننا نجد أن استخدام طائرات بدون طيار أدى إلى نتائج عكسية تماما من حيث النجاح في" الحرب ضد الإرهاب ". ويؤدي إلى مستويات أعلى من الإرهاب بدلا من الحد منها".
وأضاف "أن القواعد فقط تتم من خلال النظام القانوني الدولي. فما هي إمكانيات إتباع الخيار القانوني الدولي للتعامل مع هذه المشكلة؟"
وظهر الإستياء الدولي بشأن سياسة واشنطن المستمرة المتعلقة باستخدام هجمات الطائرات بدون طيار خلال جلسات هذا الأسبوع بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
ودافعت الولاياتالمتحدة عن أعمالها بدعوى أنها دفاع عن النفس ضد تنظيم القاعدة، ورفضت بالسماح للرقابة القضائية على ذلك البرنامج.
ورفضت إدارة أوباما اليوم الخميس مجددا من قبل المحاكم الأمريكية طلبا لاتحاد الحريات المدنية بالحصول على معلومات حول سياسة الإستهداف.وأصرت على أن مثل هذه التفاصيل تبقى سرية.
وقالت حنا شامسي، مدير مشروع اتحاد الحريات المدنية الأمريكي لشؤون الأمن القومي "أن ما يمكن مناقشته في أروقة الأممالمتحدة، وقاعات اللجان على ما يبدو لا يمكن الحديث عنه في قاعات المحاكم في الولاياتالمتحدة، وفقا للحكومة الأمريكية".
ويعتقد اتحاد الحريات المدنية أن هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 4 الاف شخص في باكستان واليمن والصومال منذ عام 2002. وكان بين هؤلاء نسبة كبيرة جدا من المدنيين.