بناء علي توجيهات السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري استقبل الدكتور مصطفي الفقي, رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي وفد مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي وذلك بحضور بعض السادة النواب رؤساء وأعضاء بعض اللجان النوعية بالمجلس. وأكد الدكتور مصطفي الفقي أن زيارة الوفد تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة أحداثا متسارعة وقد تختلف القضايا بين الشرق والغرب إلا أن مصر بحكم موقعها كدولة محورية لها دور وموقف من تلك الأحداث تأثرا وتأثيرا. وأوضح الدكتور الفقي للوفد الأمريكي أن حقائق المشهد السياسي في مصر تؤكد أن هذا المشهد يقوم علي التعددية الحزبية, فمصر بها24 حزبا سياسيا وحرية واسعة في الصحافة وآليات فاعلة لحقوق الإنسان, فقد شهدت مصر في الفترة من2005 إلي2007 تعديلات دستورية جذرية كان لها انعكاسات علي انتخابات مجلس الشعب الأخيرة حيث تمت هذه الانتخابات تحت إشراف لجنة عليا للانتخابات وتمكنت المرأة من خلال هذه التعديلات من تعزيز تمثيلها في البرلمان من خلال كوتة للمرأة ولمدة محددة. وأضاف د.الفقي أن الانتخابات الأخيرة ترد بشكل واضح علي المغالطات المرتبطة بعدم تمكن التيار الإسلامي من الحصول علي مقاعد في المجلس الجديد وهذا يرجع لعمل جاد من رجال الحزب الوطني الحاكم الذي أحسن اختيار ممثليه من خلال آليات ديمقراطية وبرنامج انتخابي في مقابل تيار ليس له برنامج انتخابي سوي شعار الإسلام هو الحل وهو مايتناقض مع مبادئ الدولة المدنية التي لاتفرق بين مواطن وآخر علي أساس الدين أو الجنس. وأكد الدكتور مصطفي الفقي أيضا أن الحادث المأساوي الذي وقع بكنيسة الإسكندرية استهدف المسلمين والمسيحيين علي السواء فهو حادث إرهابي وليس طائفيا كما يتصور البعض, فمصر بقيادة الرئيس حسني مبارك لاتمارس تمييزا ضد مواطنيها في ظل سيادة القانون وماينص عليه الدستور من مساواة بين جميع المصريين انطلاقا من مبدأ المواطنة, كما أن الرئيس من أشد المؤمنين بالوحدة الوطنية ونسيج مصر الواحد ولم يدخر جهدا منذ تولي سيادته المسئولية في التوجيه نحو تلبية جميع الحقوق المشروعة لأبناء الوطن جميعا مسيحيين ومسلمين, لحرصه علي تحقيق الاستقرار الداخلي المصري واستقرار الشرق الأوسط بل والعالم أجمع فهو أول من نادي بعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب عام1986 وذلك أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج ولذلك فلايجب أن تكون هناك أحكام مسبقة توجه لمصر تحت زعم عالمية حقوق الإنسان فهذه العالمية ينبغي ألا تنتهك خصوصية كل دولة وسيادتها. وقد أوضح د.الفقي ثوابت وأطر تحرك السياسة الخارجية المصرية في القضايا الإقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط والمسار الفلسطيني والشأن السوداني والوضع في العراق والحد من انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وقد اختتم د.الفقي كلمته إن مصر بصدد إطلاق الحزمة الثانية من الإصلاحات فلقد حققت في الفترة الماضية إصلاحات سياسية واقتصادية وتم قصر قانون الطوارئ علي مكافحة الإرهاب علي شاكلة ما أخذت به الدول العديدة في العالم ولايستخدم هذا القانون في مصر لأي هدف آخر وأنها تسير نحو المزيد من الديمقراطية وحرية التعبير وتستعد لانتخابات رئاسية جديدة حدد الدستور المصري توقيتاتها وأتاح الفرصة أمام جميع الأحزاب للتقدم بمرشحها إذا كان لها ممثل واحد علي الأقل في أحد مجلسي البرلمان وهذا يتوافر في العديد من الأحزاب. كل ذلك يرد علي الافتراءات التي تعرضت لها مصر في الآونة الأخيرة والتي تطول الوضع الداخلي بدون أي سند من الحقيقة أو الواقع. ومن جانبه فقد أكد الوفد الأمريكي أهمية الدور المحوري المصري في جميع القضايا الاقليمية والدولية.