تراجعت التوقعات التي اشارت إلي احتمالات نشوب حرب بين الجنوب والشمال في السودان وذلك عقب التصريحات الأخيرة لقيادات المؤتمر الوطني في الخرطوم والحركة الشعبية في جوبا حول مستقبل العلاقة بين الطرفين مستقبلا, حيث أكد فرمينا تلويت منار رئيس مكتب حكومة الجنوب في مصر والجامعة العربية أن الحركة الشعبية أكدت حرصها علي عدم التصعيد, ولكن هناك استحقاقات لابد من المطالبة بها في اطار ودي يحفظ العلاقة بين الشمال والجنوب, وقال إن رغبة اغلبية الجنوبيين في الانفصال جاءت معبرة عن رغبة أكيدة في استقرار الجنوب ومستقبل ابنائه, ولكن هذا لا يمنع ان تكون هناك علاقة طيبة بين الجنوب والشمال, وقال نحن نراهن علي العلاقات الاجتماعية والشعب السوداني كله.وأشار فرمينا إلي أن القضايا المعلقة لابد ان يتم بحثها بجدية ومسئوليه لأن المرحلة المقبلة أي قبل التاسع من يوليو2011 تحتاج البلاد إلي استقرار وتستفيد من الأمن لبناء علاقات جيدة. فيما أكد جنور متوب الأمين العام لمكتب حزب المؤتمر الوطني بالقاهرة أن المؤتمر الوطني ابدي مرونة كبيرة في التعامل مع القضايا المطروحة وليس حريصا علي اشعال حرب مع الجنوب, واشار إلي أن الرئيس عمر البشير قد حدد ملامح المرحلة المقبلة في التعامل مع الجنوب في حالتي الوحدة والانفصال, وكان واضحا, وأكد علي مبادئ اساسية بسيطة منها المؤتمر العالمي, مشيرا إلي أن علاقة الشمال والجنوب ستظل علاقات قوية. وقال جنور إن الذين راهنوا علي حدوث مشاكل خلال الاستفتاء قد ادركوا السلوك الحضاري الذي يتعامل به السودان وسيظل التعاون قائما بين الشمال والجنوب في كل الحالات. وقال مصدر مسئول في الحركة الشعبية أكد إن نتيجة الاستفتاء علي تقرير مصير جنوب السودان ستخرج معبره عن إرادة شعب الجنوب, وقال البعض يري الخلافات السياسية بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني قد تقود إلي حرب جديدة بين الشمال والجنوب, ولكن في حقيقة الأمر أن جنوب السودان ليست علي استعداد للعودة للحرب, مشيرا إلي أن التيار الجنوبي أغلبهم اختاروا تيار الانفصال من أجل عدم عودة الحرب, وأكد أن هناك قضايا بعد الاستفتاء يتمي البحث فيها من بينها قضايا الحدود والعملة والدين وإيبيي وغيرها من القضايا العالقة, وبالرغم من ان اغلبها صعبة ولكن يمكن حلها بالحوار الموضوعي. ونفي أن تقود مشكلة ايبي إلي نزاع مسلح بين الشمال والجنوب, مؤكدا علي أن هناك آليات عديدة لحل كل المشاكل العالقة, ومن جهة أخري كشفت مصادر مطلعة أن الكثير من التجار الشماليين الذين غادروا الجنوب قبل الاستفتاء تحسبا لحدوث اعتداءات عليهم عقب الاستفتاء قد عادوا إلي جنوب السودان وارجعت المصادر أن عودة الشماليين إلي الجنوب جاء نتيجة للتطمينات القوية من حكومة الجنوب وقيادات الحركة الشعبية, والذين اكدوا حرصهم علي استمرار التجار الشماليين أواي شمالي بالجنوب في اداء دورهم دون ان يضاروا أو تضار ممتلكاتهم وهي نفس التطمينات التي اطلقها الرئيس السوداني عمر البشير خلال زيارته لمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان وعبر العديد من وسائل الإعلام, مؤكدا ان كل الجنوبيين الموجودين في الشمال سيكونون في أمان تام ولن يستعرضوا إلي أي اجراءات من الدولة أو المواطنين الشماليين.