مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التركية المقررة في7 يونيو المقبل, قال محللون أن هناك العديد من الاسباب التي قد تبدد احلام الرئيس رجب طيب أردوغان في حصول حزب العدالة والتنمية الاخواني علي اغلبية المقاعد وهو ما يعرقل حلمه بتحويل البلاد الي النظام الرئاسي الذي يزيد من سلطاته في الوقت الذي يقلص فيه من صلاحيات رئيس الوزراء. لجأ حزب العدالة والتنمية إلي الإعلام لنقل صورة مزيفة عن الواقع اذ اشار الي ان استطلاعات الرأي التي اجريت مؤخرا تؤكد أن الحزب سيحصل علي نسبة تتراوح ما بين55% و60% من المقاعد متأثرا بالنسبة التي حصل عليها اردوغان في الانتخابات الرئاسية52% الا ان استطلاعات الرأي التي اجرتها العديد من المراكز البحثية والشركات في تركيا أكدت ان الحزب لن يحصد اكثر من48% من المقاعد بحد اقصي, وهي ليست بالكافية للحزب الذي يسعي الي الحصول علي الاغلبية التي تمكنه من تغيير الدستور مما يؤدي الي طرح القضية للاستفتاء وهو الامر الذي لا يرغبه اردوجان. ومن جانبها قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية ان الانقسامات الداخلية والانشقاقات في حزب العدالة والتنمية بدأت تطفو علي السطح خاصة بعد التصريحات التي ادلي بها الرئيس السابق عبدالله جول والتي اكد فيها ان سياسات الحزب الحاكم قد تفقده مقاعد فاز بها خلال انتخابات عام2011, وذلك بسبب النظام الرئاسي الذي يحلم به اردوجان في حال نجاحه سيقود البلاد الي حكم الرجل الواحد, مشيرا الي ان تطوير النظام البرلماني سيكون افضل بكثير. التحدي الثاني يكمن في الارتفاع المتزايد في معدلات التضخم والذي يعد من اهم الاسباب التي تعيق حصول الحزب الاخواني علي اغلبية المقاعد اذ تراجع اجمال الناتج المحلي الي9,2% في2014 مقارنة ب4,4% في2013 وهو ما اثر بدوره علي سعر الليرة التي تشهد انخفاضا حادا امام الدولار, الامر الذي يؤكد ان الاقتصاد التركي في مأزق والقيادات غير مبالية. وفي الوقت الذي تتباطأ فيه معدلات النمو تزداد فيه الديون وتتراجع الصادرات وتزداد معدلات البطالة التي تجازوت10%. واكد محللون ان تركيا تحولت من نموذج لدولة اقتصادية يحتذي بها الي دولة تعاني انهيارا اقتصاديا. وكان لدعم تركيا للارهاب نصيبا كبيرا ضمن تلك الاسباب خاصة وان اردوغان دعم بكل قوة الحرب الاهلية الدائرة في سوريا من خلال تسهيل عبور المسلحين والارهابيين من حدوده الي سوريا بل ودعمهم بكل السبل بل ووصل الامر الي دعمها التنظيم الارهابي داعش وذلك باعترافات احد الجهاديين. كما اشتهر أردوجان بقمعه الاعلام وجميع وسائله كحجبه مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وحرمانه لشعبه من تصفحهم مستثنيا نفسه من القرار لاعتبارات العمل, في الوقت الذي حكم فيه علي العشرات من الصحفيين بالسجن لفترات طويلة كنوع من تقييد حرية الاعلام.