تعالت نبرة الهجوم علي الحكام والتحكيم في الاونة الاخيرة بشكل مبالغ فيه بما ينذر بالخطر, لان تلك النبرة الحادة تحولت الي ما يشبه الحملات المنظمة ضد احد اهم اضلاع لعبة كرة القدم وادت الي زيادة حالة الاحتقان لدي الجماهير والاجهزة الفنية واللاعبين ضد الحكام وما ترتب علي ذلك من اتساع دائرة الاعتراضات داخل المستطيل الاخضر ضد اي قرار من الحكم وقد يصل الامر الي حد محاولة الاعتداء أو الاعتداء عليه فعليا أو لفظيا. ويتحمل الاعلام الرياضي واخص بالذكر القنوات الفضائية وبرامجها الجزء الاكبر من مسئولية وضع الحكام في قفص الاتهام دائما وتحميلهم المسئولية في اهدار حق فريق أو ترجيح كفة فريق علي اخر.. والغريب ان تلك الحملات يقودها حكام سابقون اصبحوا زبائن دائمين علي شاشات تلك الفضائيات وتبدو مهمتهم الاولي والاخيرة التقطيع في زملاء المهنة من خلال تحليل الاخطاء التي وقعوا فيها خلال ادارتهم للمباريات, بالرغم من انهم هم اكثر الناس دراية بان الحكم يتخذ قراره في جزء من الثانية ويخضع قراره لتقديره ورؤيته في الملعب ومن ثم فمن غير المنطقي ولا الطبيعي ان يقوم هؤلاء بتشريك زملائهم وهم جالسون علي مقاعد وتيرة لتحليل السبوبة او لارضاء من حولوا تلك الشاشات لساحة رخيصة لتخليص خلافات او امور شخصية في المقام الاول. وكما أن ظهور حكام احيلوا للتقاعد علي مائدة التحليل أمر غير مستحب من وجهة نظري وسلبياته تفوق بمراحل ايجابياته.. فظهور حكم ما علي الشاشة ولو بمداخلة تليفونية لتبرير قرار ما اثير حوله الجدل كما حدث اخيرا في لقاء الزمالك ومع انبي امر مرفوض جملة وتفصيلا ولابد ان يكون للجنة الرئيسية للحكام وقفة واتخاذ قرارات حاسمة لمنع تكرار هذا الامر باعتبار ان الحكم قاض الملعب غير مطالب بتبرير قرار الا لمن لهم حق محاسبته وليس للرأي العام. وأعود مرة اخري وأقول لمن يعلقون المشانق للحكام: اتقوا الله فيما تقولون لانكم بما تفعلون قد تحولون مباراة ما الي ساحة تسيل فيها الدماء لان تحليلكم لاخطاء زملائكم هو رأس الفتنة وما هو ات يتطلب ان تعيدوا حساباتكم ونحن مقبلون علي عودة الجماهير والحياة للمدرجات.