سؤال يشغل فكري ويلح علي ولا أجد له إجابة شافية وافية, وهو سؤال يشغل أيضا المصريين جميعا; لماذا السكوت والصبر علي قطر وهي تمول وتساعد الإرهاب الدولي ضد أشقائها العرب في الخليج وضد مصر أم الدنيا وحاضرة العرب؟ مصر التي دفعت ثمنا فادحا من دماء أبنائها في سبيل قضايا العرب وتحررهم من الجزائر إلي اليمن, مصر التي دفعت ولا تزال تدفع أثمانا باهظة في سبيل القضية الفلسطينية, فهل يكون جزاء الإحسان هو الإرهاب, هل هذا هو رد الجميل للشعب المصري الحر الذي بني وعلم, ولا يزال, في كل البلدان العربية, هل يكون الجزاء أن تتآمر دويلة قطر علي مصر, وتتطاول علي شعبها وزعيمها, ثم لا يكون هناك رد مصري يذكر علي هذا التطاول؟ إلي متي تظل قناة الجزيرة المشبوهة وإعلاميوها يبثون سمومهم, ويزيفون الواقع, ويقلبون الحقائق, يستضيفون المجرمين والقتلة, وينقلون علي الشاشات مظاهرات مدفوعة الأجر ومفبركة, من أجل بث الفرقة وزرع الفتنة بين أبناء الشعب المصري, الذي يقف جملة واحدة خلف قيادته السياسية, في ظهر جيشه العظيم, في وجه القتلة من الإرهابيين الذين يدمرون البنية الأساسية من محطات كهرباء ويشعلون النار في سيارات الشرطة ويستهدفون رجالها. قطر وإعلامها المأجور, وعلي مدار سنوات, لم تراع أبدا الإسلام ولا العروبة, ولم تعرف يوما قيمة مصر وشعبها العظيم وقيادتها الباسلة, واستأجرت بعض المصريين العاقين لوطنهم الأم, ليشنوا حربا إعلامية ضد وطنهم وأبنائه, وعلي هؤلاء الإعلاميين يقع اللوم الأكبر والإدانة الشديدة, لأنهم تنكروا لوطنهم, ولم يحفظوا حق الأرض التي غذتهم صغارا حتي كبروا, وعلمتهم حتي صاروا نجوما يملأون فضاء الجزيرة بالأكاذيب, يفيضون حنقا وحقدا علي مصر وقيادتها الحكيمة وشعبها الراغب في حياة أفضل بعيدا عن حكم المتأسلمين والإرهابيين. قارئي العزيز, أنا في عقد السبعينيات من عمري, ولا أبغي منصبا أو جاها, وإنما أريد لمصر الخير, كل الخير, والتقدم والرفعة والمستقبل الأفضل من أجل أبنائنا, عمار المستقبل ومالكيه, وما قلته عن قطر فإنما أعني قيادتها السياسية, وأنا واثق كل الثقة من حب الشعب القطري الشقيق لإخوانه وأشقائه في مصر, وما ينطبق علي الحكام لا ينطبق بالضرورة علي الشعوب المسالمة, فتحية للشعب القطري العظيم. ***** الدكتور أديب جبرة صديق عزيز, واقتصادي وطني عاشق لتراب بلده, وصعيدي متمسك بأصوله رغم هجرته وإقامته بالخارج منذ الستينيات, وقد عاد الدكتور أديب لوطنه الذي يحبه ويعشقه, وبدأ في الاستثمار في مجال السياحة, ويجري العديد من الاتصالات مع أصحاب رءوس الأموال والمستثمرين الدوليين, يدعوهم ويشجعهم علي الحضور إلي مصر والاستثمار فيها, ولا يريد من ذلك إلا رد الجميل لبلده رغم ما عاني فيه ولكنه الوفاء الذي صار عملة نادرة في هذه الأيام. عاني الدكتور جبرة الكثير والكثير منذ الستينيات, ظلمته حكومات كثيرة, وحاربه منافسوه وسعوا إلي هدمه بعد أن فشلوا في منافسته بشرف, ومع هذا لم يذهب لمحكمة يقاضي فيها بلده, ولم يرفع دعوي واحدة ضدها كما فعل ويفعل رجال أعمال كثيرون, وهاهو قد عاد إلي وطنه, ليختم حياته فيه, ويدفن في ترابه, فأرجو من رئيس الحكومة المهندس محلب الاهتمام بهذا الاقتصادي الكبير, والاستفادة من خبراته ووطنيته, والاحتفاء به كنموذج مشرف للوطنيين المخلصين, وهو يحتفل, مع أصدقائه ومحبيه, بعيد ميلاده التسعين, أقول له, بكل حب وتقدير: أهلا بك يا دكتور أديب في أحضان وطنك وبين محبيك, وكل سنة وأنت طيب, وتحيا مصر.