على غير العادة، سينتابك فتور عند مطالعتك "توك شو" مساء أمس (السبت).. البرامج نقلت الأخبار المتاحة على الساحة المصرية والعربية، دون إضافة باستثناء الفقرات الحوارية في كل برنامج، فأطلّ الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي على مشاهديه ومحبيه من خلال برنامج "مصر النهارده"؛ لطمأنتهم على حالته الصحية، فيما لفت "القاهرة اليوم" إلى محاولة الاغتيال السياسي التي يتعرض لها عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، والذي يواجه وحيداً اتهامات الخيانة والعمالة من الجزائر. البداية مع "مصر النهارده" تقديم الإعلامي محمود سعد، فبجانب الفقرة الرئيسية مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي استعرض البرنامج خبر إحالة 5 مدرسين للنيابة؛ لتعاطيهم الحشيش في المدرسة، وهو ما أثار غضب الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم، مشيراً إلى أنه قد وصله سي دي به تسجيل فيديو مصور عليه هؤلاء المدرسون ومعهم مدرسة يقوم أحدهم بتلميع حذائها، الأمر الذي جعله يحوّل هؤلاء المدرسين للتحقيق، إضافة إلى وقفهم عن العمل لحين انتهاء التحقيقات. وجاءت الفقرة الرئيسية للبرنامج بعنوان: "ثلاث سلامات" وضيفها كان الشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذي بدأ حواره بطمأنة جمهوره ومحبيه على صحته بعد الوعكة الصحية التي مر بها مؤخراً، حيث قال: الحمد لله أنا بقيت أحسن دلوقتي بعد فترة مرض طويلة مررت بها، وأنا أُطمئن كل الناس على صحتي في الفترة الحالية. واستكمل الأبنودي حواره بالحديث عن الوطن فقال: كلمة الوطن اتلغى وجودها من حياتنا، إحنا بننكسف حالياً عندما نجلس مع أبنائنا وأحفادنا، ويطلبون منا أن نحدثهم عن هذه الكلمة؛ وذلك بسبب أن أحلامنا اندثرت من حيث بناء دولة متقدمة نكون بها مع الآخرين على القمة، فتفكير الجميع متجه في الوقت الحالي لتوفير قوت حياتهم الضروري والأكل والتعليم. وقدّم الأبنودي على مدار حياته العديد من الأغاني الوطنية أشهرها: "عدى النهار"، "صباح الخير يا سينا"... وغيرها، وهو ما علق عليه الأبنودي قائلاً: الأغاني الوطنية أشبهها بأغاني الطقس فهي تظهر في حالة معينة وقبل حدوث نكسة 1967 أصدرت ديوانَيْ شعر، أما في فترة ما بعد النكسة لم أستطع أن أكتب شيئاً، وتركت مصر منذ هذا الوقت وحتى حرب 1973 والتي عشتها في أوروبا، وكنت أتابع نظرات وأقوال الغرب لنا وأرى أحقادهم في عيونهم، وبصفة عامة فأنا أرى أن قصيدة "الخواجة لامبو" التي قدمتها عام 1964 من أهم الأعمال التي قدمتها خلال هذه الفترة. وأضاف الأبنودي: لم أشعر بمرارة السجن إلا عندما دخلته وعشت به، حيث إن الزمن لا يمر بداخل الزنزانة إلا إذا كان هناك اتصال بين السجين وبين أحد من أقاربه أو أصدقائه. وتحدث الأبنودي عن اختلاف الأجيال، وقال: هناك فرق كبير بين جيل الستينيات والوقت الحالي، فقديماً كان الناس لديهم وعي كبير بكل ما يحيط بهم حتى أنهم كانوا يدركون الأشياء السلبية والإيجابية، أما الآن فهم لا يرون إلا الأشياء الإيجابية فقط.
أما "القاهرة اليوم" تقديم عمرو أديب وأحمد موسى، فبدأ أديب بالرد على تصريحات الإعلامي أحمد موسى بالإشارة إلى أن مصر لم تخرج بعقلية استطاعت أن تلاحق أحلامها حتى تحققها مثلما فعل "محمد الفايد" الذي بدأ حياته بائعاً لماكينات الخياطة وحلم بامتلاك محلات هارودز وحقق حلمه في عام 1985، ولم تحذُ حذو نموذج ناجح لدولة اقتصادية استطاعت أن تنمي اقتصادها في الداخل والخارج كما فعلت قطر التي اشترت أمس (السبت) محلات هارودز من الفايد، كما لم تحذُ حذو ديفيد هارودز بائع الخضروات الذي استطاع أن يحوّل متجر الخضروات الذي يمتلكه إلى سلسلة محلات بها أجود المنتجات من كل الأصناف، قائلاً: "نحن بلد مُفلس؛ لأننا لا نطمح في النجاح"، الأمر الذي ردّ عليه المشاهدون في مداخلتهم التليفونية بالقول: "إن الطموح لم يعد متاحاً كما في السابق، حيث وضعت الحكومة المصرية ببراعة سقفاً متواضعاً لطموحات المصريين.. ونجحت في سرقة آمالنا وأحلامنا". وأشار أديب إلى أنه تم رفع أجور موظفي مركز المعلومات المعتصمين أمام مجلس الشعب إلى 381 جنيها بدلا من 99.90، معرباً عن دهشته من تمسك الموظفين الذين يتقاضون راتباً ضعيفاً 800 جنيه أو أقل بالوظيفة الحكومية، مطالباً إياهم بالكف عن "المرمغة في تراب الميري عملاً بالمثل إن فاتك الميري اتمرمغ في ترابه"، معرباً عن دهشته كذلك من وجود 5 آلاف موظف بمجلس الشعب، متسائلاً: "ماذا يفعلون؟ هل ينتجون أم يستهلكون؟"، فيما لفت رئيس بنك الإسكندرية محمود عبد اللطيف، في مداخلة هاتفية، إلى أن البنك أطلق مشروع "أنت ليه بتحب مصر؟"؛ حيث يقوم خبراء من البنك والبنك الدولي بتأهيل الشباب لإدارة المشرعات الصغيرة، إلا أنه اصطدم بكسل الشباب الذي يبحث عن لقمة سهلة. ووصف عمرو أديب النائب طلعت السادات بالمحامي المحنّك بعد مشاهدته لفيديو جلسة محاكمة المتهم بقتل أم وأولادها الثلاث في قرية أبو العباس التابعة لمركز بني مزار، مشيداً بأداء السادات ومطالبته بضم "الشعرة" التي وجدتها النيابة في كف الأم المجني عليها إلى أوراق القضية، مذكّراً بأن السادات استطاع أن يحصل لموكل آخر على البراءة عن طريق مقاس حذائه. أما الإعلامي أحمد موسى فلفت الانتباه إلى أن الإدارة المصرية لم تتصدَّ للاتهامات التي وجَّهتها بعض الصحف الجزائرية إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالتجسس على البرنامج النووي الجزائري لصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال عمله كوزير خارجية، مشيراً إلى أن اتهام موسى كوزير خارجية يمس القيادة المصرية، إلا أن هذه الاتهامات لم تجد رد فعل رسمياً أو غير رسمي للدفاع عن موسى وعن اسم مصر، ما عدا تصريحات موسى في الصحف محاولاً منع الإيقاع بين دولتين عربيتين، فيما اعتبر الإعلامي عمرو أديب الهجوم على موسى بأنه محاولة ل"اغتيال سياسي" للرجل. عن اليوم السابع (بتصرّف)