الغناء والموسيقي نسمعهما ونطرب لهما ويحركان فينا المشاعر بالفرح والشجن ومنذ ظهور التليفزيون إختلفت الأمور ولم يتمكن المؤلفون والملحنون من مسايرة هذا العملاق الذي يختلف عن الإذاعة وكان هذا يتطلب دراسة لما يقدم فيه من أعمال موسيقية وغنائية لأن الإذاعة تهتم بمايسمعه الجمهور أما التليفزيون فيهتم بما يشاهده الجمهور وهناك فرق بين الاستماع والمشاهدة الإستماع ينطلق معه الخيال أما المشاهدة فلها الأمر الواقع أمامها في الصورة وكثيرا من الأعمال الإذاعية تم تصويرها وتقديمها تليفزيونيا لأن فيها صورة وحركة مثل( الجوز الخيل والعربية) وبعض الأوبريتات واستخدم فيها التليفزيون الصور المتحركة ومثل الليلة الكبيرة كلمات صلاح جاهين والحان سيد مكاوي وإستخدم فيها العنصر البشري والعرائس( الماريونيت) والإستماع مهم وله فوائده وخصائصه وكذلك المشاهده لها فوائدها وخصوصيتها والمطلوب عدم طغيان الصورة علي الإستماع وعودة المطربين والملحنين والمؤلفين إلي أصلهم الإذاعي الذي فقدناه وفقدنا معه حلاوة وحسن الإستماع وليقدموا للتليفزيون صورا غنائية يشترك فيها أكثر من مطرب ومطربة وتعود الطيور المهاجرة من الإذاعة إلي عشها الجميل وتعود معها كل الأشكال الغنائية التي فقدناها وأهمها المنولوج الفكاهي والثنائي والثلاثي والمجموعة وإني أتساءل:( هل فقد المصريون خفة الدم؟ أبدا أبدا أبدا خفة الدم متوفرة ولكن مغلق عليها الأبواب وعندما كانت الأبواب مفتوحة إستمعنا إلي فكاهات ومنولوجات سيد سليمان واسماعيل ياسين وشكوكو وثريا حلمي وأحمد غانم وسيد الملاح وعمر الجيزاوي وخصوصا أننا في فترة سياسية تحتاج للنقد الفكاهي فمثلا الإنتخابات والإهتمام للحصول علي الحصانة قبل الإهتمام علي خدمة الشعب وتغيير المهنة كما هو حادث حاليا واحد يحمل ليسانس حقوق ويتقدم علي أنه عامل أو فلاح وكذلك الطبيب واللواء والوزير لإستغلال المساحة المتسعة في القانون للترشيح للعمال والفلاحين والمحدودة للفئات اليست هذه فكاهة سياسية تحتاج لتجسيدها فنيا في شكل منولوجات أو صور غنائية وتكون نقدا فنيا مهذبا بدلا مما نقرأه في الصحف وكله كوم وحكاية المحظورة كوم يعني إيه محظورة والإعلانات والافيشات معلقة في كل مكان وإذا كانت محظورة حقا فلماذا تتركون الجمهور والناخبين يتعاملون معها علي أنها حزب أو جماعة اسمها المحظورة وعجبي أليست هذه فكاهة تستحق التجسيد فنيا كمنولوج أو صورة غنائية فكاهية, وبهذا الشكل أكون قد أفصحت عن بعض ميولي السياسية وأنا لا أريد إلا أن أكون موسيقارا( رجل صناعته وعمله الموسيقا) وعندما يطرقع مخه يكتب في السياسة وأنا إخترت العمل الموسيقي للإرتقاء بالنفس والإبتعاد عن البولوتيكا أي السياسة وكما تعودت أطالب الإذاعة بالعودة والإهتمام بالموسيقي والغناء وعمل الميزانية المحترمة التي تنهض بالعمل وليستيقظ من غفوته وتكون الأعمال الموسيقية المسموعة هي الأصل أما الأعمال الموسيقية النائية المرئية لها ترتيب ودراسة تضعها في مكانتها المضبوطة. والإشكال الموسيقية والغنائية التي لايقدر علي إبداعها إلا الفنانون المصريون تثري الساحة الفنية وتعود بنا إلي عصر الريادة وهذا حقنا فهل نتركه ونتنازل عنه....لا...لا...لا والله ولي التوفيق