الهبوط أصبح وسيلة وطريقا للشهرة والهبوط الإضطراري للفنانين للحصول علي أكبر عائد مادي لأن الأعمال المحترمة والتي تعلمناها وتربينا عليها في المعاهد والمدارس الفنية أصبحت موضة قديمة وليس لها عائد مادي أو مستمعون أو منتجون ولأنني واحد من أهل الموسيقي والغناء وأريد العودة إلي الأضواء بعد انقطاع أكثر من عشر سنوات فاخترت مهنة التلحين وهي مهنة الموهبة فيها تسبق الدراسة ولأنني لم أكن موهوبا خلال المدة السابقة والتي كنت أعمل فيها موسيقيا طوال خمسة وخمسين عاما وفجأة هبط علي الإلهام بالتلحين من خلال مطرب أو منولوجست حديث كان في زيارة للنقاية وقابلني وقال لي إنت فين وفين أيامكم الحلوة فقلت له البركة فيكم يا أبناء الجيل الجديد ورغم أنه موسيقي ودارس في الكونسرفتوار ووالده الراحل موسيقي إلا أنه أصبح من أشهر المطربين أو المنولوجستات الحاليين والذين يتزعمون الغناء الهابط واتضح من الحوار معه أنه لايقدم فنا هابطا لأنه يتعامل مع مؤلف كلمات محترم وملحن محترم وموزع محترم ويقدم الإنتاج لجمهور المفروض انه محترم ويحقق الإعجاب والعائد المادي المحترم ومعني هذا أن هذه النوعية من الفن أصبحت لها رسالة وهي المادة أولا وثانيا وثالثا وعلي المتضررين اللجوء للمحاكم الفنية أو البرامج الكلامية لعرض قضيتهم وسيجدون محاولاتهم فاشلة لأن البرنامج أو المذيع سيستضيف المطرب أو الملحن أو المؤلف( أصحاب لقب هابط) ولايستضيف الطرف الآخر سواء كان سهوا أو عمدا. وهذا المطرب الحديث الشهره وفي حواري معه عرف قصتي مع التلحين وقلت له أن المؤلف الكبير مأمون الشناوي وكان مستشارا لصوت الحب وذلك في أوائل السبعينات من القرن الماضي حضر الي معهد الموسيقي وكنت في قاعة البروفات مع الراحل العظيم رياض السنباطي ولما انتهت البروفة دخل مأمون الشناوي وقدم لي ورقة بها نص غنائي وقرأه لي وقال لي( إنت لازم تلحن النص ده) فقلت له لامانع وأريد أن أعرف من هو المطرب فقال إنه المطرب أحمد عدوية فضحكت وقلت له أمرك ياسيدي وكانت إسطوانة سلامات ياعنيه وكانت أيام الاسطوانات قبل ظهور شرائط الكاست وهي تحقق عائدا ماديا حتي الآن من جمعية المؤلفين والملحنين. ومعني هذا أن الأعمال التي نصفها بالهبوط تحقق لأصحابها عائدا ماديا وبما أننا في عصر مادي فتكون العملية ماشية مضبوط فهل ماأكتبه يدعو أو يشجع الأعمال الهابطة الإجابة لا وألف لا وستعود الحياة الفنية الي طبيعتها الأصلية وهي الارتقاء بالذوق العام والسمو بالمشاعر الإنسانية عاطفية ودينية ووطنية ولم يستمر هذا الهبوط فهي فترة انتقالية أتمني ألا تطول لآن لغتنا العربية الفصيحة قادرة علي جمع شمل كل المنطقة العربية من خلال كلمات وأشعار بالفصحي والتي يعرفها الجميع مهما اختلفت لهجاتهم المحلية المصرية والشامية والخليجية تجمعهم لغة القرآن والتي ترقي الي مستوي جيد وعظيم. وأقول لكل أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لاتذكروا الأعمال الهابطة لا بالخير ولابالشر حتي لاتتسرب إلي أسماع الجمهور ولا أعفي الاذاعة والتليفزيون وصوت القاهرة بتوقفهم عن الإنتاج حتي لولم يحقق أرباح مادية ولكنه سيحقق أرباحا إنسانية وترتقي بالمجتمع وأطلب من الله أن يهدينا جميعا لما فيه الخير والله ولي التوفيق