في الفترة الأولي التي كانت فيها الاذاعة أقوي وأشهر إذاعة عربية لأن الموجودين فيها يحبون العمل ويعشقونه وليس وظيفة مرتبطة بالحضور والانصراف والبحث عن الحوافز والعلاقات. وانه ليس أمرا مطلقا لأنه مازال هناك بقايا جيل من الاذاعيين يعملون بمفهوم وبحب العمل الاذاعي وهذا ما أرغب أن أشير إليه في هذه الأيام ولأني عاصرت وعملت وصادقت من أوائل الخمسينيات في القرن الماضي وعاصرت وعملت في الفترة الأخيرة كل الاذاعيين والفرق كبير في العمل والتعامل في الفترة الأولي التي كانت فيها الاذاعة أقوي وأشهر إذاعة عربية لأن الموجودين فيها يحبون العمل ويعشقونه وليس وظيفة مرتبطة بالحضور والانصراف والبحث عن الحوافز والعلاقات وكان الاذاعيون نجوما عند جمهور المستمعين وكان الناس يعرفون وينتظرون صوت حسني الحديدي وصلاح زكي وفهمي عمر وجلال معوض وكأنهم ينتظرون صوت مطربهم المفضل وعند ظهور محطة صوت العرب ظهر صوت أحمد سعيد الذي كان يحرك الجماهير العربية ومعه أصوات سعد زغلول نصار وجمال السنهوري وأمين بسيوني ومحمد عروق والاذاعيات الرائدات صفية المهندس وآمال فهمي وأبلة فضيلة ورائد الاذاعيين محمد محمود شعبان الشهير( بابا شارو) والعمل الاذاعي فن كباقي الفنون وابداع وليس وظيفة ومكتبا كما هو حاصل في هذه الفترة وليس هذا تقليل من شأن موظفي الاذاعة الحاليين ولكن السياسة والنظام المتبع وظهور التليفزيون وأصبحت الصورة أهم من الصوت وكان هذا يستدعي الاهتمام والتفكير في جذب المستمعين لأن الاذاعة أقوي وأهم وأسرع في نقل واذاعة الخبر( نشرة الاخبار) وهي التي تملك اذن المستمع ومن خلالها يزدهر فن الموسيقي والغناء وللأسف أجد نفسي مضطرا لأن أقول إن القيادة الاذاعية في الفترة الأخيرة ومنذ أكثر من خمسة عشر عاما لاتعطي اهتماما بالجانب الموسيقي والغنائي وتهتم وتصرف أغلب ميزانيتها في عمل المسلسلات الدرامية مع العلم أن أي اذاعة في العالم البند والاهتمام الأول هو نشرة الأخبار والبند الثاني هو الموسيقي والغناء وليس المسلسلات فنرجوا عودة الأمور إلي نصابها وأتمني من السيدة رئيسة الاذاعة وأنا أشاهد صورها يوميا وهي تناقش وتقدم اهتمامها بالمسلسلات ولا تذكر عن الموسيقار والغناء شيئا كنت وأنا أعمل وأتعامل مع الاذاعة لا أعرف طريق ولا شكل رئيس الاذاعة وكان رئيس الاذاعة ليس اذاعيا ولكنه يديرها باقتدار لأنه ليست لديه علاقات وخصومات مع العاملين لأنه ليس منهم. وكان كل اذاعي يملك حرية الحركة فيما يقدمه من أعمال وكان مسئولا عنها لأن المسئولين يعطونه الثقة وكانوا أهلا لهذه الثقة وحبي وعشقي للاذاعة يدفعانني للكتابة والنقد فقد عشت في كل دهاليزها وأتمني أن أسمع أن هناك اذاعيين وليسوا موظفين بالاذاعة ونظرة ياست الاذاعة والاذاعيين علي الموسيقي والغناء وعودة النشاط في قطاع الموسيقي والغناء المغلق حاليا ولا يوجد مسئول يملك حق عمل موسيقي وللمرة الثانية الاذاعة تملك اذن المستمع فلا تتركوها للأعمال الهابطة وارتفعوا بمستواها من خلال عودة المختارات الاذاعية والصور الغنائية والأغاني القيادة الاذاعية في الفترة الأخيرة ومنذ أكثر من خمسة عشر عاما لاتعطي اهتماما بالجانب الموسيقي والغنائي الجماعية التي لا يملك ولا يرضي عملها أصحاب القطاع الخاص. والله ولي التوفيق