شارك الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية رئيس اللجنة النقدية والمالية بصندوق النقد الدولي في قمة مجموعة العشرين التي اختتمت أعمالها أمس الجمعة بسيول عاصمة كوريا الجنوبية, والتي ترأس الاجتماعات لهذه الدورة, حيث شارك في القمة وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية للمجموعة, ورؤساء حكومات مجموعة العشرين. وصرح الدكتور يوسف بطرس غالي بأن انتهاج الصين والولاياتالمتحدةالأمريكية لسياسة تخفيض قيمة عملاتها سوف يؤدي إلي ارتفاع قيمة عملات الدول الأخري مثل أوروبا والدول النامية بما يؤثر علي تنافسية منتجاتها وصادراتها وقدرتها علي استعادة معدلات النمو الاقتصادي القوية التي كانت تتمتع بها قبيل الأزمة المالية العالمية, وبالتالي قدرتها علي إيجاد المزيد من فرص العمل, والقضاء علي البطالة. وقال: إن أجندة اجتماعات المجموعة تضمنت ملفات ترشيد استخدام الطاقة, واستخدام الطاقة البديلة, ومحاربة الفساد, وتحسين الرقابة علي الأسواق المالية العالمية, وإصلاح الحوكمة في المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين, بما يعطي صوتا أكبر للدول النامية في إدارة الاقتصاد العالمي. وأضاف أن قضايا كيفية تنفيذ سياسات التعاون الاقتصادي والرقابة المتبادلة علي السياسات الاقتصادية التي ينتهجها أعضاء المجموعة بما يضمن نمو الاقتصاد العالمي بمعدلات قوية ومتوازنة جاءت علي رأس أجندة الاجتماعات. من ناحية أخري التقي د. غالي علي هامش اجتماعات المؤتمر بكل من رئيس فرنسا نيكولا ساركوزي, حيث ناقش معه بعض مشروعات البنية التحتية المزمع إقامتها في مصر, التي من المتوقع أن تمولها فرنسا بالاشتراك مع عدد من المؤسسات المالية العالمية, وأيضا برئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما حيث تبادلا الآراء حول كيفية إعادة التوازن بين موازين المدفوعات لدول مجموعة العشرين من أجل إنهاء حروب تخفيض العملة, واستعادة الاستقرار والنمو المتوزان للاقتصاد العالمي, ورئيس وزراء الهند مانموهان سينج حيث تشاورا حول سبل إعادة هيكلة الحصص التصويتية في صندوق النقد الدولي لمصلحة الدول النامية, هذا بالإضافة إلي عدد كبير من قادة دول المجموعة المهتمين بتحسين إدارة الاقتصاد العالمي, وتفادي تكرار أزمة مالية أخري, خاصة في ظل تداعيات الأزمة المالية علي الدول الفقيرة والنامية التي لم تكن لها يد في التسبب في وقوعها. يذكر أن اجتماعات مجموعة العشرين جاءت وسط أجواء من الاتهامات الساخنة تتبادلها الدول الأعضاء والانقسامات حول دور الولاياتالمتحدة والصين في بدء سلسلة حروب شرسة لتخفيض العملة لتنشيط اقتصاد كل دولة. وقد دافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن سياسة بلاده بتخفيض قيمة الدولار, حيث أشار إلي أن بلاده تعاني عجزا ضخما في الميزان التجاري, ومكبلة بالديون الحكومية, وعجز مالي كبير تكبدته من أجل تنشيط معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي التي انهارت إثر الأزمة العالمية في أكتوبر2008, في حين أن دول أخري في إشارة إلي الصين غنية بالاحتياطات النقدية العالمية, وبالتالي لا تحتاج إلي تخفيض عملتها.
