في منتصف الخمسينيات وبعد وقبل العدوان الثلاثي علي مصر ظهرت فكرة قطار الفن الذي يطوف كل المحافظات وخصوصا محافظات الصعيد المحروم من الخدمات ومن رؤية الفنانين شخصيا لأنه لم يكن إختراع التليفزيون قد ظهر وكان يشارك جميع الفنانين من مطربين ومطربات وممثلين وممثلات وأصحاب الخبرة الفنية من السينمائيين وكان ينسق هذه الرحلات في قطار الفن جهاز الشئون المعنوية للقوات المسلحة وكان جميع الفنانين يتسابقون للوجود في هذه الرحلات بدون أي شروط وهذا للغرض النبيل وهو التبرعات للمجهود الحربي ونجحت هذه التجربة في تقوية الوعي والإنتماء لهذا الوطن العزيز ومشاركة الجمهور فقراء وأغنياء والإحساس بأن الوطن للجميع وأن دور الفنانين ليس مقصورا علي التمثيل والغناء في الإذاعة والتليفزيون والسينما بل الإلتحام مع الجمهور في جميع مناسباته ومشاكله. وتذكرت موضوع قطار الفن عندما قرأت وعلمت أن رئيسنا ورئيس كل المصريين قابل وفدا من الفنانين( الممثلين فقط) وجلس معهم واستمع إليهم وتبني مشاكلهم وأهمها مشكلة الانتاج السينمائي التي طرحها الممثل القدير محمود ياسين والأهم من هذا كله الوعد بعودة عيد الفن والممثلون إستفادوا من الوعد بعودة الإنتاج من وزارة الثقافة وتنشيط والارتقاء بالحركة السينمائية وهنا تحركت في نفسي حالة الغيرة لأني منذ أكثر من خمس سنوات وأنا أطالب بل والإلحاح باستمرار لعودة الإنتاج الموسيقي والغنائي للإذاعة والتليفزيون وإذا كان في هذا اللقاء الجميل الذي أتمني أن يتكرر أحد المهتمين بالشئون الموسيقية والغنائية والذي وجد فيه وزير الإعلام مع وزير الثقافة كنت أطالبه بعودة الإنتاج الراقي في الإذاعة والتليفزيون وصوت القاهرة الذي توقف عن الإنتاج وأصبح كل إنتاجه مسلسلات وهو في الأصل كان للصوتيات وعودة الميزانية المخصصة للموسيقا والغناء والتي إختفت بفعل فاعل. وكنت أطالب وزير الثقافة بإنشاء دار للأوبرا في الصعيد في سوهاج أو أسيوط لأن الوجه البحري به أكثر من دار للأوبرا في الإسكندرية ودمنهور وطنطا ورئيسنا ورئيس كل المصريين يطالب بتنمية الصعيد ولأنني صعيدي وأبي صعيدي وإكتسبنا الجنسية القاهرية بحكم وجودنا المستمر بها ولكنا لن ننسي أصلنا في الصعيد وعيد الفن حتي تكون له أهميته وفائدته يجب أن يكون هناك فن راق في التمثيل والغناء والفنون التشكيلية وفي الشعر والأدب وأن نكرم في هذا العيد الرموز الفنية والمجتهدين من قدامي النقابيين موسيقيين وممثلين وسينمائيين وتشكيليين. وقابل وإجتمع الرئيس بمجموعة من أهل الثقافة ولا أقول المثقفين لأن المفروض أن كل الفنانين مثقفون ولابد أن يكون للفنانين دور سياسي والمشاركة والوجود في كل الإنتخابات وغالبا الفنانون مع النظام ولابد أن يشعر كل المصريين بعيد الفنانين لأنهم يقدمون لهم لحظات السعادة والفرح من خلال المسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون وأن يكون هذا العيد حافزا للإرتقاء بكل الفنون, وأن يكون لكل الأدباء والفنانين دور إيجابي تمثيلا وغناء وشعرا في موضوع الفتنة الطائفية وغلاء الأسعار والمرور وليس مقتصرا علي التسلية فقط وأن يكون الفن في خدمة الشعب. والله ولي التوفيق